strong>أطلق الرئيس الفلسطيني محمود عباس مواقف، عبّرت عن استعداده للتفاوض مع إسرائيل بالتوازي مع رمي الكفاح المسلح في الملعب العربي، مع رفضه لقاء رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» خالد مشعل قبل توقيع الورقة المصريةجدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس طمأنة إسرائيل إلى عدم العودة إلى الكفاح المسلح، متذاكياً هذه المرة بربط القرار بالعرب، معلناً رفضه لقاء رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» خالد مشعل قبل توقيع الورقة المصرية.
وقال عباس، بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة أول من أمس، إنه «طالب الولايات المتحدة بإيضاح عرضها التوسط في محادثات سلام غير مباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل، قبل أن يعلن أيّ قرار باستئناف المفاوضات». وأضاف «كنت قد اجتمعت السبت مع وفد أميركي، وعقدنا اجتماعاً ثلاثياً مصريّاً أردنياً فلسطينياً. سألنا الأميركيين بعض الأسئلة وسيعودون إلينا وسنعلن موقفنا».
وبانتظار الرد، جدّد أبو مازن تأكيده رفض العودة إلى الكفاح المسلّح، واضعاً الكرة في الملعب العربي، حين اشترط موافقة الدول العربية على عودة الفلسطينيين إلى هذا الكفاح. ونقلت صحف مصرية عن عباس قوله «إنني ضد الكفاح المسلح‏.‏ ونحن دخلنا في مفاوضات مع الإسرائيليين ومؤمنون بأن المفاوضات هي طريق السلام». وأضاف «لا أحد الآن في فلسطين يقاوم، بدليل أن حماس تقمع الذين يطلقون الصواريخ‏‏»، مشيراً إلى أن «الفلسطينيين جرّبوا الكفاح المسلح في الضفة الغربية وغزة، والانتفاضة دمّرت حياتنا بالكامل». إلّا أنه عاد وحاول استدراك موقفه، معلناً «أنا مع الكفاح المسلح باتفاق عربي».
وانتقل عباس إلى ملف المصالحة الداخلية، بعدما أكد أنه «لا صلة بين استئناف المفاوضات مع إسرائيل والمصالحة»، وقال إنه «لن يلتقي مشعل إلا بعد توقيع حماس اتفاق المصالحة الذي أعدّته مصر»، موضحاً أنه «لا يوجد ما يعدّل في الوثيقة المصرية».
موقف ضرب أبو مازن من خلاله بالنتائج المترتّبة على زيارة عضو اللجنة المركزية في «فتح»، نبيل شعث، إلى غزّة عُرض الحائط، وخصوصاً أنه انتقد زيارته إلى بيت رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية، قائلاً إنها «تجاوز غير موافقِين عليه». كما رفض «ربط زيارة شعث إلى القطاع بالمصالحة»، موضحاً «أن المصالحة في القاهرة».
وتابع عباس استفزازه لـ «حماس»، معرباً عن «دعمه لبناء مصر جداراً تحت الأرض على حدودها مع قطاع غزة». كما انتقد الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي، الذي سبق أن هاجمه على خلفية تقارير أشارت إلى رغبته في تأجيل مناقشة تقرير غولدستون، وقال «أنا لا أنكر أنه عالم، لكن عندما يتدخل في السياسة لا يصبح عالماً».
وتجدر الإشارة إلى أن أبو مازن بحث مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ملف المصالحة بين الفصائل.
وفي السياق، طالبت «فتح» الحركة الإسلامية «بالاعتذار إلى الشعب الفلسطيني عن مقتل المئات خلال سيطرتها على قطاع غزة عام 2007، بعد اعتذارها لإسرائيل عن مقتل عدد من المدنيين بسبب صواريخها». وأبدى المتحدث باسم «فتح» أحمد عساف استغرابه من موقف «حماس» التي «تعتذر لإسرائيل فيما ترفض الاعتذار للشعب الفلسطيني».
ورأى عساف أنه «في الوقت الذي لا تتحدث فيه حماس عن المصالحة، فإنها تقدم نفسها اليوم تقديماً مهيناً لإسرائيل والمجتمع الدولي بهدف نيل اعترافه واعتراف إسرائيل بها». وأضاف «لطالما حذّر عباس من صواريخ حماس العبثية. إن حماس اليوم تعتذر عن تصرفاتها لإسرائيل وللمجتمع الدولي. وبالتالي، هي تعترف بأن هذا النمط من المقاومة لن يخدم مصالح شعبنا».
في المقابل، ردت «حماس» على عبّاس قائلة إنها «لا تستجدي لقاء أحد»، واتهمته «بتفضيل التفاوض مع الاحتلال على الحوار والمصالحة الداخلية»، محمّلةً أبو مازن مسؤولية «استمرار تعثّر المصالحة بسبب إذعانه للفيتو الأميركي».
ورأت الحركة الإسلامية أن «رفض عباس لقاء مشعل يدلّل على عدم جديّته في تحقيق المصالحة»، مشيرة إلى أن «الورقة المصرية الراهنة لا تعبّر تعبيراً دقيقاً عما جرى التوافق عليه، وتحتاج إلى مراجعة ومطابقة مع المسوّدات المتفق عليها».
واتهم المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم عباس بأن أولويّاته «هي علاقته مع الكيان الصهيوني لا العلاقات الفلسطينية الفلسطينية، وهو بات أقرب إلى العودة للتفاوض مع الاحتلال».
وراى برهوم أن «زيارة شعث إلى غزة حرّكت المياه الراكدة، وقرّبت المسافات»، من دون أن يستبعد أن «تصطدم هذه الجهود بالطرف المعطّل للمصالحة من جانب فتح»، داعياً مصر إلى استثمار «هذه المؤشرات الإيجابية».
إلى ذلك، اتهم الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة «فتح» و«حماس» بتعطيل المصالحة الفلسطينية. وقال إن الفصائل الفلسطينية «اتفقت ثلاث مرات على المصالحة من خلال اتفاق القاهرة عام 2005، ثم اتفاق غزة عام 2007، وأخيراً اتفاق القاهرة عام 2009»، موضحاً أن «من عطّل تنفيذ هذه الاتفاقات هو تراجع فتح وحماس، والارتداد للبحث في اتفاق محاصصة بدلاً من الوحدة الوطنية».
وتابع حواتمة إن «المطلوب حالياً هو أن تدعو مصر الفصائل الفلسطينية إلى حوار شامل في القاهرة، تطرح خلاله الورقة المصرية»، معتبراً أن «ملاحظات حماس على الورقة المصرية ليست سياسية بقدر ما هي ملاحظات تضمن لها استمرار السيطرة والنفوذ».
(أ ف ب، رويترز، أ ب، يو بي آي، الأخبار)