خاص بالموقع - قال المستشار السياسي للرئيس اليمني علي عبد الله صالح، عبد الكريم الإرياني، إنّ اليمن سلّم المقاتلين الشيعة جدولاً زمنياً لتنفيذ شروط الهدنة التي وضعتها الحكومة في محاولة لإنهاء واحد من الصراعات الثلاثة في البلاد. وقال الإرياني للصحافيين إنّ اللجنة الأمنية وضعت جدولاً زمنياً، وإنّه سُلّم إلى زعيم المقاتلين عبد الملك الحوثي من خلال وسطاء. وقال إنّه إذا وقّعه الحوثي فستتوقف الحرب، مضيفاً إنّ لجاناً تضمّ ممثلين عن المقاتلين ستؤلّف للإشراف على تنفيذ شروط الهدنة الستة.وقال الحوثيون إنّهم سيقبلون الشروط التي حددتها صنعاء لوقف إطلاق النار والتي تشمل إزالة نقاط التفتيش التي أقامها المقاتلون وانسحاب القوات، وتوضيح مصير الأجانب المخطوفين.
وتقول الحكومة أيضاً إنّ المقاتلين يجب أن يعيدوا المعدات المدنية والعسكرية التي وقعت في أيديهم وألا يتدخلوا في السياسات المحلية وينهوا العمليات العسكرية على الحدود مع القوات السعودية المجاورة.
وقال المقاتلون، على موقعهم على الإنترنت، إنّ المقاتلات السعودية وجّهت ست ضربات إلى مناطقهم الشمالية يوم السبت بالانخفاض عن 26 هجوماً يوم الجمعة، كما أطلقت أكثر من 440 صاروخاً وقذيفة من المدفعية الثقيلة على مدى اليومين.
وقالت وسائل إعلام حكومية السبت إنّ الرئيس علي عبد الله صالح أبدل محافظ صعدة من دون أن تقدم سبباً لذلك. وكان المحافظ المبعد قد انتقد علناً اعتقال أخيه فارس مناع في أواخر كانون الثاني والذي عرف بأنّه تاجر أسلحة كبير، وكان على القائمة السوداء لتجار أسلحة أصدرتها الحكومة في تشرين الأول.
من جهة أخرى، أصدرت محكمة يمنية حكماً غيابياً بالسجن لمدة 15 عاماً ضد شقيق زعيم المقاتلين الحوثيين. وأدين يحيى الحوثي، وهو برلماني مقيم في ألمانيا منذ أن غادر اليمن قبل ثلاثة أعوام، بدعم المقاتلين.
وقالت صحيفة «26 سبتمبر» الإلكترونية التابعة لوزارة الدفاع اليمنية إنّ 11 مقاتلاً من الحوثيين قتلوا. ونقل تلفزيون العربية عن زعماء عشائر ومتمردين قولهم إنّ مقاتلين شيعة قتلوا 23 جندياً يمنياً في هجومين.
وفي جنوب اليمن، قتل محتجّ واحد على الأقل، كما أصيب آخر بعدما فتحت قوات الأمن النار لتفريق تظاهرة دعا إليها انفصاليون.
وكانت وسائل إعلام يمنية حكومية قد ذكرت أنّ الحكومة اعتقلت رجلاً يشتبه في تهديده بتفجير سفارات أجنبية في العاصمة صنعاء وباغتيال القادة السياسيين والعسكريين اليمنيين. وذكرت وزارة الداخلية في موقعها على الإنترنت أنّ الرجل البالغ من العمر 42 عاماً كان بحوزته هاتف محمول يحتوي على خطابات وأغانٍ للحوثيين.
في المقابل، أجرى نجل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، العميد أحمد صالح، الذي يشغل منصب قائد الحرس الجمهوري، السبت مباحثات مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة.
ولم تذكر وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، التي أوردت النبأ، أيّ تفاصيل عن مباحثات مبارك وصالح، الذي يشغل أيضاً منصب قائد القوات الخاصة في الجمهورية اليمنية، كما لم تشر ما إذا كان قد التقى مسؤولين مصريين آخرين، وإلى أسباب زيارته المفاجئة للقاهرة.
وتأتي الزيارة بعد أيام من زيارة مدير الاستخبارات الأميركية ليون بانيتا إلى القاهرة، وسط تقارير أشارت إلى طلبه من القاهرة ومن عواصم عربية إخرى إمكان إرسال قوات عربية لمساعدة اليمن في حربها ضد تنظيم القاعدة.
كذلك تأتي زيارة نجل الرئيس اليمني قبل أسبوع من اجتماع طارئ مرتقب لمجلس الأمن والسلم العربي التابع للجامعة العربية، ووسط تقارير عن مشروع مطروح أمامه لإنشاء قوات سلام عربية ترسل إلى بعض مناطق النزاعات.
وأحجم مسؤولون في الجامعة عن الكشف عن جدول أعمال الاجتماع، إلا أنّهم قالوا إنّ محاولات سابقة لإنشاء قوات عربية وإرسالها إلى مناطق النزاعات لم تلقَ إجماعاً عربياً.
وكان السفير اليمني في القاهرة عبد الولي الشميري قد كشف في تصريحات للوكالة المصرية النقاب عن تعاون مصري لليمن في مواجهة ما سمّاه التحديات الداخلية والخارجية.
وقد رفضت مصر في السابق طلبات إرسال قوات إلى العراق والصومال، علماً بأنّ قوات مصرية تشارك في عمليات حفظ السلام تحت راية الأمم المتحدة في عدد من المناطق الساخنة.
من جهة ثانية، رفض الصحافي والناشط الحقوقي اليمني محمد المقالح، الأحد، في أول جلسة لمحاكمته، تولّي القاضي محسن علوان قضيته بسبب خصومة سابقة.
وقال المدعي العام سعيد عاقل للصحافيين إنّ المحكمة المتخصصة في قضايا الإرهاب أجّلت في جلستها المغلقة بدء جلسات محاكمة المقالح المعتقل منذ 5 أشهر لدى الاستخبارات.
وأضاف عاقل للصحافيين ولأفراد أسرة المقالح، الذين منعوا من حضور المحاكمة، «انتهت الجلسة، والمقالح طلب من القاضي علوان عدم بتّ قضيته وذلك لوجود خصومة سابقة بينهما».
ويعدّ القاضي علوان أحد أهم المطلوبين لتنظيم القاعدة، والمتمردين الحوثيين الذين توعّدوا بقتله لتخصّصه في إصدار أحكام طالت أنصارهم، واصفين قراراته القضائية بأنّها سياسية أكثر منها تحقيقاً للعدالة.
وسبق لعلوان أن أصدر حكماً بالسجن 3 أشهر على المقالح لاعتراضه على سير محاكمة الصحافي المعارض عبد الكريم الخيواني الذي حكم عليه بالسجن لمدة 6 سنوات بتهمة الإساءة للرئيس اليمني علي عبد الله صالح.
وأضاف عاقل «طلب المقالح سيحال إلى الشعبة الاستئنافية في الجزائية لبتّه والنظر في إمكان تغيير القاضي». وقال إنّه سمح لأسرة المقالح بزيارته.
وكان المقالح قد كشف في أول جلسة تحقيق أمام النيابة الجزائية، تعرضه لعملية تعذيب في أثناء فترة اختطافه وتهديده بالقتل.
(يو بي آي، رويترز، أ ف ب)