محمد بديرخاص بالموقع - جدّد وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، اقتراحه لتحقيق السلام مع الدول العربية، في مقابل السلام من جانب إسرائيل، داعياً إلى «التحرر» من فكرة «السلام مقابل الأرض»، في وقت استبعد فيه نائبه، داني أيالون، احتمال اندلاع مواجهة عسكرية في الشمال، متهماً إيران بالعمل على تصعيد الأوضاع هناك. وقال ليبرمان، خلال اجتماع لكتلة حزبه «إسرائيل بيتنا»، الذي يرأسه في الكنيست، إن دولة الاحتلال «تمدّ يدها لأعدائها من أجل السلام، لكن ما دام هؤلاء يختارون الحرب فإن علينا أن نكون جاهزين».
وأشار ليبرمان إلى أن «إسرائيل بيتنا يؤمن بنهج التحرر من فكرة السلام مقابل الأرض، ونحن بحاجة إلى زعيم شريك. وأحد الحلول هو تبادل أراضٍ وسكان. على المستوى النظري، هذا يجب أن يكون تناسبياً وأن يضمن استقرار دولة إسرائيل».
وتطرّق ليبرمان إلى الفلسطينيين، فقال «أنا واثق من أنهم يفضّلون المفاوضات مقابل يوسي ساريد (الرئيس السابق لحزب ميريتس اليساري) ويوسي بيلين (الرئيس السابق لحزب ياحد اليساري)، وليس مقابل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وليبرمان. وأعتقد أنهم يعرفون بأن ما سيقترحه ساريد وبيلين لن تتم الموافقة عليه أبداً في دولة إسرائيل». وطمأن إلى أن «أي تسوية يتم التوصل إليها مع ليبرمان ستكون مقبولة على 90 في المئة من سكان دولة إسرائيل، ونحن بكل تأكيد سنكون صارمين في المفاوضات ولن نطلق الوعود في الهواء».
من جهته، قال أيالون، خلال محاضرة ألقاها في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في العاصمة البريطانية لندن إن «كل الثرثرات عن الحرب هي كلام فارغ، على الأقل في المستقبل القريب»، معتبراً أنّ «لإيران فقط مصلحة بالدفع نحو التصعيد في الشمال لأنها تريد أن تصرف انتباه المجتمع الدولي والرأي العام عن القضية المركزية التي هي طهران نفسها».
ولفت أيالون إلى وجود «تدخل مباشر لإيران في سوريا، إلا أننا لن نهاجم سوريا، فإيران هي التي ستربح من النزاع بين إسرائيل وسوريا وحزب الله، ونحن لا ننوي الوقوع في هذا الفخ»، مشدداً على أن «التدخل الإيراني في ما يحصل في الشرق الأوسط يشوّش جهود السلام بين إسرائيل وسوريا».
وبشأن المفاوضات مع الفلسطينيين، أعرب أيالون عن رفضه لـ«الادعاءات التي ترى أن المستوطنات عقبة في وجه السلام»، معتبراً أنّ «المشكلة هي أننا نحتاج إلى شريك، ولذلك علينا أن نجلس إلى طاولة المفاوضات فوراً».
كذلك فإن أيالون رفض «إعلان التجميد الكامل للاستيطان، نظراً إلى كمية الناس الموجودين اليوم في المستوطنات».
ونفى أيالون وجود «خطر ديموغرافي» في إسرائيل من جانب التكاثر السكاني للفلسطينيين، «لأنه سيكون هناك فصل بين الدولتين، وسيكون من المستحيل وضعهما تحت مظلة واحدة، ولذلك لا يوجد عملياً تهديد بإقامة دولة ثنائية القومية».
وكان أيالون قد توجه إلى لندن بعدما حصل على ضمانات من وزارة الخارجية البريطانية تنصّ على عدم اعتقاله.