خاص بالموقع - تجري كلّ يوم جمعة في الضفة الغربية المحتلة تظاهرات احتجاجاً على جدار الفصل الإسرائيلي وعلى المستوطنات اليهودية. غير أنّ هذه الحركة المشتتة آخذة في الانحسار نتيجة القمع الإسرائيلي والخيبة في الشارع الفلسطيني.وجرت الاستعدادات الجمعة في قرية النبي صالح قرب رام الله لمواجهة الجنود الإسرائيليين، فجمع الناشطون الحجارة وأقاموا سواتر وغطّوا وجوههم بالكوفية، لكن عدد الذين حضروا للمشاركة كان ضئيلاً.
وسرعان ما تفرق المتظاهرون الذين لم يتخطّ عددهم بضع عشرات، عندما قذفهم الجنود بقنابل مسيلة للدموع وقنابل صوتية.
وأقرت العضو السابقة في المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادية البارزة خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى حنان عشراوي بتراجع التعبئة، لكنّها رفضت الحديث عن انهزامية.
وقالت: «بدلاً من حركة حاشدة تجمع الفلسطينيين من جميع أنحاء الضفة الغربية في موقع واحد، صارت التجمعات محلية». وأضافت: «من الضروري تفعيل فكرة قيام مقاومة شعبية غير عنيفة ودعمها». ونددت بشدّة القمع الإسرائيلي، مشيرة إلى أنّ الجنود يردون على رشق الحجارة مستهدفين المتظاهرين الشبان بالرصاص المطاط والقنابل المسيلة للدموع.
وقتل خمسة فلسطينيين في السنتين الماضيتين في قريتي نعلين وبلعين حيث يتجمع السكان كلّ أسبوع للاحتجاج على جدار الفصل العنصري.
ونددت عشراوي أيضاً بإجراءات الاعتقال التي تجري قبل التجمعات، وعموماً في الليل، وقد استهدفت عشرات الناشطين المحليين، وبينهم منظمو هذه التجمعات الأسبوعية ضد الجدار.
وقالت: «الإسرائيليون يبثّون بين الناشطين هذا الشعور بأنّهم مستهدفون على الدوام وأنّهم عرضة للاعتقال في أيّ لحظة، وبذلك يقمعون المقاومة غير العنيفة لأنّهم يخافونها».
غير أنّ الجيش الاسرائيلي ينفي هذه التهمة، مؤكداً أنّ مئة من عناصره أصيبوا بجروح خلال السنتين الماضيتين في «أعمال شغب عنيفة».
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الميجور بيتر ليرنر: «ما يحصل ليس اعتصاماً، والأجواء ليست أجواء تظاهر سلمي».
وتمثّل التعبئة الضعيفة عائقاً أمام السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس التي تسعى إلى استنهاض حركة شعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي، فيما تشهد عملية السلام تعثراً منذ أكثر من سنة.
وإذ يشجع قادة حركة فتح بزعامة عباس على المشاركة في التظاهرات الاحتجاجية وقد بدأ عدد منهم يظهر للمشاركة فيها، إلا أنّ قلة نادرة منهم تؤمن باحتمال قيام انتفاضة جديدة.
وهذه الخيبة المتزايدة نتجت من الانقسام الحاصل في الصف الفلسطيني، بعدما سيطرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة في حزيران 2007 وطردت منه حركة فتح.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية سمير عوض إنّ ذلك أشاع شعوراً عميقاً بالخيبة وتشاؤماً لدى الفلسطينيين حيال قادتهم.
وأضاف: «عندما يبلغ الفلسطينيين أنّ الأحزاب السياسية ستقوم بنشاط ما، يكون رد فعلهم الفوري القول إنّ ذلك ليس إلّا في مصلحة الحزب وحده».
(أ ف ب)