مهدي السيدأثار تقرير المراسل العسكري في القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي، يوآف ليمور، عن إمكان تمديد ولاية رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي، لسنة خامسة، أزمة شديدة في العلاقات بين الأخير ووزير الدفاع إيهود باراك.
وسارع مكتب باراك، في أعقاب بثّ التقرير، إلى إصدار بيان شديد اللهجة اتهم فيه المتحدث العسكري للجيش، آفي بنياهو، بمسؤولية نشر الخبر، موضحاً أن موضوع تمديد ولاية أشكنازي لم يُبحَث قَطّ في أي هيئة، وخصوصاً أنّ قراراً كهذا هو بأيدي باراك بصفته وزيراً للدفاع.
لكن سرعان ما تبيّن أن ما بدا أنّه سوء تنسيق بين مكتبي باراك وأشكنازي، هو بالفعل طرف جبل الجليد في العلاقات المتوترة بين مدير مكتب باراك وبنياهو، على خلفية شخصية من جهة، وبين باراك وأشكنازي على خلفية تخوف الأول من نية الثاني دخول المعترك السياسي بعد تسرّحه من الخدمة العسكرية، وأن يصبح أفضل المرشحين لتولي وزارة الدفاع، الأمر الذي يهدد المستقبل السياسي لباراك.
باراك متخوّف من أن يتولى أشكنازي وزارة الدفاع بعد تسريحه من الجيش
وتصدّر خلاف وزير الدفاع ورئيس الأركان اهتمام المراقبين في الدولة العبرية، مسلّطين الضوء على الخلفيات الحقيقية للتوتر. وفي هذا المجال، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بأنه «منذ فترة طويلة، يغلّف بخار الوقود المكتبين (باراك وأشكنازي)، إذ إنّ عود الثقاب الذي سيؤدي إلى الانفجار الكبير هو مسألة وقت فحسب».
ووفق المحلّل السياسي في «يديعوت»، ناحوم برنيع، فإنه «في ظاهر الأمر، تدور خلافات بين مديري مكتب الرجلين، ولكن الحقيقة التي يعرفها الجميع هي أن هذا هو الغلاف الخارجي والظاهر فقط، وأنه بالنسبة إلى المنظومة الأمنية كان دائماً سهلاً أن تتخاصم من طريق مبعوثين، وأن يتخاصم المسؤولون من طريق مرؤوسيهم»، كاشفاً أنه منذ شهور، يدور حديث في قيادة الجيش ووزارة الدفاع عن توتر بين باراك وأشكنازي على خلفية شخصية وصراعات قوى.
وبينما رأى برنيع أنّ نتيجة الخلاف ستتمثل بعدم تمديد ولاية أشكنازي، لمّح المحلل السياسي في «معاريف»، بن كسبيت، إلى مسؤولية أوساط مقربة من باراك بتسريب خبر التمديد للالتفاف على رئيس الأركان. وقال كسبيت إنّ كل من يدقق في الموضوع يعرف أنّ «التسريب لم يأتِ من محيط رئيس الأركان، بل من محيط آخر تماماً، أقرب بكثير لأولئك الذين أصدروا النفي ضد المتحدث باسم الجيش».
بدوره، أشار المراسل العكسري لـ«هآرتس»، عاموس هرئل، إلى أن التوتر سيبقى موجوداً بين الرجلين، وأن باراك سيحثّ الخطى استعداداً لقرار تعيين رئيس جديد للأركان، الذي يُتوقَّع أن يُتخَّذ في الصيف المقبل، «من دون أن يعني ذلك أن الباب أُغلق كلياً أمام تمديد ولاية أشكنازي، الأمر الذي يرتبط كثيراً بالتطورات الإقليمية، ولا سيما الإيرانية منها».