أعطت قوات الاحتلال إشارة الانطلاق للحملات الانتخابية العراقية بمجزرة أودت بحياة أفراد عائلة عراقية، بينما يُخشى أن يتمدد العنف أكثر مع استمرار منع «المجتثين» من خوض المعركة التشريعية
بغداد ــ الأخبار
إذا لم تطرأ مفاجآت ليست الحياة السياسية العراقية بغريبه عنها، فستُخاض انتخابات آذار المقبل، إن حصلت، في ظل غياب منافسين جديين، وسط مقاطعة يُتوقَّع أن تكون واسعة النطاق وذات طابع طائفي. فحتّى مساء أمس، كان قرار السلطات العراقية المعنية بالانتخابات راسياً على استبعاد المرشحين المجتثّين بموجب قرارات «هيئة المساءلة والعدالة»، ما عدا 28 من أصل 177 كانوا مشمولين بلائحة الاجتثاث وتقدموا بطعن وفازوا
به.
وعلى وقع الأزمة الانتخابية المستمرة، وبالتزامن مع انطلاق الحملة الإعلامية للوائح المتنافسة، ارتكبت قوات الاحتلال الأميركي مجزرة جديدة بحق مواطني محافظة ميسان، موقعة عدداً من القتلى والجرحى.
وقتلت القوات الأميركية 10 مواطنين وجرحت اثنين آخرين أثناء قيامها بحملة دهم وتفتيش في إحدى القرى شمال مدينة العمارة، مركز محافظة ميسان في جنوب العراق، ليل أول من أمس. وقال مصدر في الشرطة إن قوات أميركية داهمت قرية الدويجات، موضحاً أنه «بعدما أطلق أحد أبناء القرية، ويُدعى عويد الكعبي، بضع رصاصات في الهواء، ظناً منه أن لصوصاً يريدون سرقة منزله، أطلقت القوات الأميركية النار بصورة عشوائية في المنطقة، ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص من عائلة واحدة وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة». كما اعتقلت، بعد ذلك، 12 شخصاً من أبناء القرية، بينهم سائق سيارة إسعاف أراد إخلاء ضحايا الحادث.
أمّا انتخابيّاً، فقد سُمح لـ28 مرشّحاً مشمولاً بلائحة اجتثاث البعثيين، بالمشاركة في الانتخابات التشريعية. وقال المتحدث باسم «المساءلة والعدالة»، علي المحمود، إنه «من 177 مرشحاً طعنوا في قرار استبعادهم، لم تسمح اللجنة بمشاركة سوى 28 مرشحاً في الانتخابات». وجزم بأنّ أياً من المرشحين البارزين لم يُسمح لهم بالمشاركة (صالح المطلك وظافر العاني وعبد القادر العبيدي ورئيس تجمع الوحدة الوطنية العراقي نهرو محمد عبد الكريم الكسنزاني ورئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم حسين سعيد وعدد كبير من المرشحين
الآخرين).
وتعليقاً على استمرار منع رموز «الكتلة العراقية» التي يتزعمها إياد علاوي من خوض الاستحقاق الانتخابي، قال العاني «لم نتسلّم أي قرار من الهيئة التمييزية، ولم نستمع لأي تصريح من الهيئة التمييزية»، لافتاً إلى أن «التصريحات التي سمعنا بها قيلت على لسان رئيس هيئة المساءلة والعدالة أحمد الجلبي والمدير التنفيذي للهيئة علي اللامي».

الهيئة التمييزية ردّت رسمياً طعن المطلك والعاني والمرشحين البارزين الآخرين

وذكّر العاني بأن رئيس البرلمان إياد السامرائي أشار إلى أن الهيئة التمييزية، التي طلبت وقتاً إضافياً للنظر في طعون المستبعدين «مُنحت بضعة أيام إضافية لإصدار قرارها».
إلا أنّ رئيس «القائمة العراقية» في مجلس النواب، جمال البطيخ، كشف أنّ الهيئة التمييزية «أكدت رسمياً ردّ طعن المطلك والعاني». وقال إنّ «الهيئة التمييزية أكدت رسمياً ردّ نقض النائبين ظافر العاني وصالح المطلك، واستبعادهما من الانتخابات النيابية المقبلة».
وانطلقت الحملات الانتخابية رسمياً، أمس، «عند الساعة الواحدة بعد منتصف ليل الخميس ـــــ الجمعة» وفق مديرة الدائرة الانتخابية في المفوضية المستقلة للانتخابات حمدية الحسيني، التي أكدت أنّ عدد المتنافسين سيكون نحو 6100 مرشح، مشيرة إلى أنّ عدد الناخبين في عموم العراق هو 18 مليوناً و900 ألف ناخب، إضافة إلى نحو مليون وأربعمئة ألف آخرين يتوزعون في 16 دولة عربية وأجنبية.