علاء العليلن تغيب فلسطين عن حديثك اليوم وأنت تجالسين صبايا المخيم، سيتحدثن بلغة القلب. وإن أسرفت إحداهن في أحلامها فتمنت قصراً في الريف الفرنسي، وفضلت أخرى منزلاً في جنوب إسبانيا؟ ستذكّرينهن بالوفاء للزعتر.
لن يغيب ذكري عن الحديث إن زرت أمي اليوم. ستحدثينها عني وعنك. ستحاولين أن تبحثي في ذاكراتها عن أشياء لم تخبرك بها بعد عن قريتنا أو مدينتكم. وربما ستقرران مجدداً البحث عن فسحة جديدة على سطح دارنا أو داركم لتزرعوا فيها المزيد المزيد من
الزعتر.
لن يغيب الحلم عن غروبك. ولن تغيب الدمعة عن عينك إن شاهدت التلفزيون ولم تصلك بشائر الفرح من القدس. لن يغيب السمر عن مسائك. ستجلسين قرب منقل الفحم، لتصنعي قهوتك فوق دفء جمراته. قد تسمعين من جدتك حكاية عاشق عرفته عندما كانت طفلة في فلسطين، فرضوا عليه مهراً صعباً لينال الحبيبة، فلم يخذله الحصان. أو لعلك ستسامرين قريبة لك. أتراها ستسألك عن اسم لطفل تنتظره؟ ستجيبيها حتماً سمّه أحمدَ كأحمد الزعتر.
لن يغيب الحياء عن وجهك إن التقيتك اليوم. سنتحدث عن حلمنا بمنزل صغير في فلسطين، في قرية على سفح جبل حيث ينهمر المطر فرحاً فترتوي الأرض عشقاً لينبت الزعتر.
اليوم. يوم عادي. كما الأمس والغد، يشدني إليك ويشدك إلي: فلسطين، الحب وإيماننا بفلسفة الزعتر.