طلبت إسرائيل من مواطنيها التزام الحذر في أسفارهم إلى الخارج لمناسبة الذكرى السنوية لاغتيال عماد مغنية، في وقت ذكرت فيه صحيفة «تايمز» البريطانية أن «الموساد» زاد عمليّات التصفية
محمد بدير
أصدرت «هيئة مكافحة الإرهاب» الإسرائيلية، أمس، بياناً دعت فيه السيّاح الإسرائيليين في الخارج إلى التحسّب من احتمال تعرضهم لعمليات استهداف أو اختطاف لمناسبة حلول الذكرى السنوية لاغتيال عماد مغنية.
وربط البيان، للمرة الأولى، بين تحذيره واغتيال العالم النووي الإيراني مسعود محمدي، الذي قُتل في طهران قبل أسابيع، في إشارة ضمنية إلى محاولة طهران الثأر له على خلفية اتهامها تل أبيب بالمسؤولية عن اغتياله.
وقالت الهيئة «حزب الله يتهم إسرائيل مرةً بعد الأخرى بمقتل عماد مغنية، كما أن إيران تتهم إسرائيل بموت العالم النووي في طهران، وهذه الاتهامات تزيد من حدة التهديدات الإرهابية ضد الإسرائيليّين في الخارج». وشدّدت، في «صورة وضع محدثة وشاملة عن التهديدات التي تترصّد الإسرائيليّين في أرجاء العالم»، على بقاء التحذير المتعلق بالخشية من «اختطاف إسرائيليين أو المسّ بهم في الخارج، مع التشديد على رجال الأعمال، وخصوصاً أولئك الذين هم على علاقة برجال أعمال من دول عربية أو إسلامية».
وفصّل البيان درجة الخطر على الإسرائيليين في كل دولة، مشيراً عموماً إلى وجود «تهديد محتمل وخطير لخطف إسرائيليين من جانب حزب الله في كل دول العالم». وطلبت الهيئة من الإسرائيليين الامتناع عن زيارة دول عربية، بما في ذلك مصر والأردن وشبه جزيرة سيناء «بسبب وجود تهديد محسوس ومرتفع ضد عمليات إرهابية ضدهم»، كما أوصت الإسرائيليين بعدم السفر إلى باكستان وساحل العاج وإندونيسيا وماليزيا وتوغو ومالي وبوركينا فاسو، داعيةً من وُجد منهم في هذه البلدان إلى الخروج منها.
كذلك دعا البيان الإسرائيليّين إلى تأجيل زياراتهم غير الضرورية أو الحيوية إلى دول مثل «بنغلادش وكينيا وطاجكستان ونيجيريا، وذلك بسبب تهديد محتمل ومتواصل للمسّ بهم».
وكعادتها، طلبت الهيئة من الإسرائيليين الذين يقيمون في الخارج اتخاذ إجراءات لإبعاد الشبهات عنهم، منها «كسر الروتين وتبديل الفنادق التي يقيمون فيها بين الفينة والأخرى، وتغيير مسارات التجوال، إضافةً إلى التنويع في المطاعم وأماكن الترفيه التي يرتادونها».
وتزامنت تحذيرات هيئة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية مع تقرير نشرته صحيفة «تايمز»، أمس، قالت فيه إن تل أبيب «تدير حملة تصفيات في أرجاء الشرق الأوسط».
ونقلت الصحيفة عن مصادر مصرية وفلسطينية قولها إن موجة التصفيات الأخيرة بدأت في شهر كانون أول الماضي عندما انفجر باص في العاصمة السورية «كان يحمل زواراً إيرانيين وأفراداً من حماس»، وتواصلت مع تصفية شخصيات من حماس وحزب الله في بيروت، وتصفية محمود المبحوح في دبي. وأشار تقرير «تايمز» إلى أن الموساد يضع في بؤرة الاستهداف جهات قيادية في حزب الله والحرس الثوري الإيراني.
وبحسب ما قاله المصدر الدبلوماسي المصري للصحيفة فإن «إسرائيل سرّعت في الأشهر الأخيرة نشاطها ضد أهداف إرهابية في الدول العربية»، مشيراً إلى إدراك القاهرة
«لتزايد النشاط الإسرائيلي السري داخل الأراضي المصرية ودول أخرى في المنطقة، وهم يحاولون توريطنا جميعاً في هذا الصراع».
من جهته، رأى المصدر الفلسطيني أن «هناك تعاوناً متزايداً بين غزة وإيران، وإسرائيل تقرأ العنوان على الحائط، وتدرك أن حماس تتحول بمساعدة إيران إلى قوة أكثر قدرة وأفضل في محاربة إسرائيل». وحذر من توسيع إسرائيل لحدود هذه الحرب، موضحاً أن «دولاً أخرى لا تريد أن تتحول إلى ساحة قتل في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني».