القاهرة ــ الأخبارقبل نحو ستة أسابيع من انعقادها، بدأت المشاكل والألغام تحاصر القمة العربية التي ستستضيفها العاصمة الليبية طرابلس، نهاية شهر آذار المقبل. وتحدّثت مصادر فلسطينية عن اعتزام الرئيس محمود عباس مقاطعة القمة في حال حضور رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، كذلك تتشدّد دول خليجية عدة، تدعمها مصر، في رفض دعوة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لحضور القمة.
وكشفت مصادر عربية لـ«الأخبار» عن أن التسريبات الخاصة بإمكان حضور مشعل ونجاد «باتت تهدّد حضوراً عربياً مميّزاً للجلسة الافتتاحية»، مشيرة إلى أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي يسعى إلى إنجاج القمة التي ستنتقل رئاستها إليه من قطر.
لكنّ مصدراً دبلوماسياً ليبياً جزم بأن بلاده لا تنوي مطلقاً دعوة نجاد أو مشعل، لافتاً إلى أنّ الدعوات ستوجَّه فقط إلى رؤساء الدول العربية من دون استثناء. وأكّد أنه تقرر أيضاً عدم دعوة «حماس»، مع ترك أمر اختيار أعضاء الوفد الفلسطيني لعباس باعتباره رئيس السلطة.
تجدر الإشارة إلى أنه لم يسبق أن دُعيَت حركة المقاومة الإسلامية إلى أيّ من القمم الـ21 السابقة. وسُجّلَت مشاركتها الوحيدة في قمة الرياض، من خلال تمثيل رئيس الوزراء آنذاك إسماعيل هنية.
عباس لن يشارك بوجود مشعل ووساطة ليبيّة للمصالحة قبل القمّة
ويعتزم أبو مازن زيارة العاصمة الليبية، الأسبوع المقبل، لإجراء مشاورات مع القيادة الليبية بشأن الاستعدادات الخاصة بعقد القمة، إلى جانب بحث آخر تطورات القضية الفلسطينية وموضوع المصالحة. ورغم نفي مصادر رسمية في السلطة أن تكون لزيارة أبو مازن علاقة بما ذكرته تقارير عن رفضه المشاركة في القمة في حال دعوة مشعل، فإن عضو المكتب السياسي للحركة، محمد نزال، كشف عن أن القيادة الليبية شرعت في وساطة بين «فتح» و«حماس» لتجسيد المصالحة قبل حلول موعد قمة طرابلس.
وعن هذا الموضوع، قال نزال إن حركته «ترفض محاولات لأن تكون مصر الوكيل الحصري للحوار الوطني الفلسطيني»، معتبراً أنّ موقف «حماس» ثابت ولن يتغيّر بخصوص الورقة النهائية التي أعدّتها القاهرة.
وفي ما يتعلق باحتمال مشاركة مسؤول إيراني، سرّب مسؤول عربي رفيع المستوى أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أبلغ عدداً من الدول العربية أنّ الجامعة قرّرت عدم دعوة ممثلين عن إيران إلى القمة، «بسبب توتّر العلاقات بين طهران وعدد من العواصم العربية، وبسبب تدخّلات طهران في الشؤون العربية الداخلية».
كذلك أوضحت تقارير أن موسى أبلغ ليبيا هذا القرار، الذي تدعمه مصر والسعودية والأردن، رغم أنّ طهران طلبت في وقت سابق حضور القمم العربية بصفة مراقب.