لندن تنفي علمها المسبق بسعي «الموساد» لتنفيذ اغتيالواصلت إسرائيل السعي إلى التقليل من أهمية الأدلة المقدمة من شرطة دبي في ما يخص اغتيال القيادي في «حماس» محمود المبحوح، مع تأكيدها استبعاد أزمة دبلوماسيّة مع الغرب، وخصوصاً بعد ظهور أنباء عن علم مسبق للاستخبارات البريطانية بإعداد «الموساد» لتنفيذ اغتيال، من دون معرفة الشخصيّة المستهدفة، في وقت رفعت فيه «حماس» من سقف تهديداتها، مشدّدة على إمكان نقل معركتها مع الدولة العبرية إلى الخارج. كما عمدت الحركة إلى نفي الشبهة عن تورط أحد أعضائها في عملية الاغتيال، إذ خرج نهرو مسعود على فضائيّة «الأقصى»، التابعة لـ«حماس»، لينفي اعتقاله وتورّطه، ويعيد الكرة إلى مربع حركة «فتح»نفت إسرائيل أمس الاتهامات التي وجّهتها شرطة دبي إلى جهاز «الموساد» بالوقوف خلف اغتيال القيادي في حركة «حماس» محمود المبحوح في أحد فنادق الإمارة.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، طلب عدم كشف اسمه، إنّ «شرطة دبي لم تقدم في هذه القضية أيّ دليل ذي طابع اتهامي». وأضاف «حتى اليوم لا أحد يعرف ما الذي جرى. شرطة دبي لم تشرح حتى ظروف وفاة» المبحوح، الذي عثر على جثته في أحد فنادق دبي في 20 كانون الثاني.
وعرضت شرطة دبي فيلماً مفصلاً يستخدم تسجيلات كاميرات المراقبة، ويعيد تشكيل مراحل جريمة الاغتيال منذ بدء وصول مجموعة المشتبه فيهم الى دبي قبل 19 ساعة من الاغتيال، حتى مغادرتهم جميعاً في غضون ساعات قليلة بعد الجريمة.
لكنّ المسؤول الإسرائيلي شدّد على أنّه «ليس هناك أيّ دليل حتى على أنّه اغتيل. كلّ ما نراه على أشرطة فيديو هم أشخاص يتحدثون على الهاتف». وبناءً عليه، رأى أنّ التهديدات بإصدار مذكرة توقيف دولية بحق رئيس جهاز الموساد مئير دغان «سخيفة».
وقلل المسؤول من شأن استدعاء الممثلين الدبلوماسيين الإسرائيليين في كلّ من بريطانيا وإيرلندا وفرنسا وألمانيا لطلب توضيحات عن جوازات السفر المزوّرة من هذه الدول التي استخدمها أعضاء المجموعة المتهمة بتنفيذ عملية الاغتيال. وقال إنّ هذه الدول «طلبت فقط مساعدة من إسرائيل بشأن استخدام جوازات السفر هذه».
ورأى مسؤول إسرائيلي آخر أنّه «نظراً إلى عدم وجود أدلة، من المتوقع طيّ القضية سريعاً»، بحسب ما نقلت صحيفة «هآرتس». وتوقع مسؤولون إسرائيليون عدم نشوب أزمة بين إسرائيل والدول الأوروبية التي زوّرت جوازات سفرها.
من جهة أخرى، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إنّ الاستخبارات الإسرائيلية وكذلك أجهزة استخبارات في العالم الغربي أبدت استغرابها من قدرات شرطة دبي في الكشف عن تفاصيل تحركات أفراد خلية الاغتيال ومحادثاتها، وتساءلت عن الجهة التي زوّدت دبي بالأجهزة التي ساعدتها على هذا الكشف.
وفي جديد الارتباط الغربي بعملية الاغتيال، نقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أمس عن مصدر في الاستخبارات الإسرائيلية قوله إنّ جهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) أُبلغ بأنّ عملاء إسرائيليين كانوا في طريقهم لتنفيذ عملية في الخارج باستخدام جوازات سفر بريطانية مزوّرة. وقالت الصحيفة إنّ المصدر أكّد أيضاً أنّ وزارة الخارجية البريطانية أُبلغت أيضاً بالعملية قبل ساعات من اغتيال المبحوح، من دون تحديد اسم الهدف أو مكان تنفيذ عملية الاغتيال. وأضافت أنّ «الاقتراح من مصدر أمني موثوق بأنّ الحكومة البريطانية كان لديها علم مسبق بأن انتهاك جوازات السفر البريطانية سيعزز الدعوات المطالبة لوزرائها بالكشف عما يعرفونه عن القضية».
ونسبت الصحيفة إلى مصدر أمني بريطاني، وصفته بأنه موثوق ومطّلع، قوله إنّه «التقى أحد عملاء جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الموساد، وأبلغه أنّه جرى إطلاع الحكومة البريطانية بإيجاز على ما كان سيحدث قبل عملية اغتيال المبحوح، لكن لم يكن هناك أي تورط بريطاني، ولم يكن الوزراء يعرفون اسم الهدف، لكنهم أُبلغوا بأن هؤلاء الناس كانوا يسافرون بجوازات سفر بريطانية».
وأضاف المصدر الأمني «إن إطلاع الحكومة البريطانية على المسألة لم يكن طلباً للحصول على إذن لاستخدام جوازات سفر بريطانية في العملية، بل دعوة مجاملة للسماح لأجهزتها الأمنية بأن تعرف أنّ الوضع قد يتفجّر».
ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية هذه الاقتراحات، وأصر على أنّ الادعاء بأنّ بريطانيا كانت على علم مسبق بشأن جوازات السفر المزورة «غير صحيح». وأبلغ المتحدث الصحيفة «تلقّينا تفاصيل جوازات السفر البريطانية قبل ساعات من المؤتمر الصحافي الذي عقدته شرطة دبي، وكنا قادرين على الاستجابة إلى طلب سلطات دبي بشأن صحة جوازات السفر في اليوم التالي».
في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الإيرلندية أنّ خمسة جوازات سفر إيرلندية، لا ثلاثة كما قيل سابقاً، استخدمتها المجموعة التي قامت بالاغتيال.
من جهة ثانية، نفى الناشط في «حماس» المقيم في العاصمة السورية، نهرو مسعود، أمس، أن يكون قد تعرض للاعتقال في دبي أو دمشق، على خلفية الاغتيال، بخلاف ما أعلن في وقت سابق مسؤول أمني فلسطيني.
وقال مسعود، في مقابلة عبر الهاتف مع فضائية الأقصى التابعة لـ«حماس»، «لم أتعرّض للاعتقال أو التحقيق سواء في دبي أو دمشق»، معتبراً ما تردد عن ذلك بأنه جزء من شائعات اعتادت أن تروّجها حركة «فتح» ضده وضد «المجاهدين» وضد حركة «حماس».
وأشار إلى أنه كان في أبو ظبي قبل عشرة أيام من اغتيال المبحوح، لافتاً إلى أنّه كان في زيارة لشقيقته هناك وغادر قبل تنفيذ عملية الاغتيال.
في المقابل، لوّح عضو المكتب السياسي، لحركة «حماس»، محمود الزهار بنقل المعركة مع إسرائيل إلى الخارج، إذا استمرت الأخيرة في «استباحة بلدان العالم في استهدافها للمقاومين».
وقال الزهار، خلال خطبة الجمعة في مدينة غزة، إنّ «حماس حافظت على أن تكون المقاومة داخل فلسطين، لكن الغرب والاحتلال يحاولون نقلها إلى الخارج، وإذا حدث ذلك فهم الخاسرون». وأضاف «الغرب الذي يحارب الإسلام ويتواطأ مع الاحتلال في تنفيذ اغتيالات بحق رجال المقاومة في الخارج، يحاول نقل المعركة إلى خارج فلسطين، ونحن مستعدون لذلك».
(الأخبار، يو بي آي، أ ف ب، أ ب)


باريس: الجواز الفرنسي مزوَّر

باريس ــ بسّام الطيارةوتجنّب فاليرو الإجابة المباشرة عن سؤال يتعلق بـ«انعكاسات مسألة استعمال جوازات سفر أوروبية» على سلامة المسافرين الأوروبيين عموماً والفرنسيين خصوصاً، مع التشديد على أن «الجواز (الفرنسي) مزوّر»، رغم تأكيد قائد شرطة دبي، ضاحي خلفان (الصورة)، أن الجوازات صحيحة.
في المقابل، كشف مصدر أمني فرنسي رفيع المستوى لـ«الأخبار»، أنّ جواز سفر أحد الذين استُعملَت أسماؤهم، الفرنسي بيتر إيليفنجر، «ليس بيومتري»، أي ليس من الوثائق الصادرة في السنوات الأخيرة، جازماً بأنّ السلطات الفرنسية «لم تصدر أي باسبور باسم بيتر إيليفنجر».