قد يشهد الأسبوع المقبل موعداً لاستئناف مفاوضات غير مباشرة بين سلطة الرئيس محمود عباس، وممثلين عن حكومة بنيامين نتنياهو، عبر وسيط أميركي قديم جديد
علي حيدر
كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، أن المفاوضات بين حكومة بنيامين نتنياهو وسلطة الرئيس محمود عباس، ستُستأنف الأسبوع المقبل، لإنهاء جمود سياسي استمر أكثر من عام.
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي رفيع المستوى، في القدس المحتلة، قوله إن وزير الخارجية النمسوي مايكل سبينغليدر، الذي زار الأراضي المحتلة الأسبوع الماضي، أبلغ مسؤولين في دولة الاحتلال بأن أبو مازن طمأنه إلى نيته إعطاء موافقته للإدارة الأميركية لاستئناف المفاوضات.
وأشار المصدر إلى أنّ عباس قال للوزير النمسوي إن المفاوضات ستجري «على نحو غير مباشر وبوساطة أميركية» في الأسبوع المقبل.
باراك إلى واشنطن لبحث المفاوضات وإيران وتفوّق الجيش الإسرائيلي
وفي السياق، لفتت «هآرتس» إلى أن نائب المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ديفيد هيل، نقل إلى عباس سلسلة من الإيضاحات والضمانات الأميركية بشأن المفاوضات الموعودة، تضمنت جدولاً زمنياً لإجراء المحادثات، وجدولاً زمنياً للانتقال فيها إلى صيغة مباشرة.
وبحسب الصحيفة نفسها، فإنّ رسالة الضمانات احتوت أيضاً على إيضاحات تتعلق بحدود 1967، مع أنّ الايضاحات الأميركية في هذه النقطة بقيت «غير واضحة».
كذلك قارنت الصحيفة بين المفاوضات غير المباشرة، التي ستجري بين السلطة وتل أبيب، ونموذج المفاوضات السورية ـــــ الإسرائيلية التي جرت بوساطة تركية والتي توقفت بفعل عدوان «الرصاص المصهور».
وأوضحت أن فريقي المفاوضات الإسرائيلية ـــــ الفلسطينية سيجلسان في مكانين منفصلين، وسينقل المبعوث الأميركي جورج ميتشل ورجاله، الرسائل بينهما.
ووفقاً للصحيفة، ليس واضحاً حتى الآن ما إذا كانت المحادثات ستجري في الدولة العبرية أو في واشنطن. ووضعت إدارة الرئيس باراك أوباما مسؤولي دولة الاحتلال في تفاصيل المحادثات التي أجراها هيل في رام الله أول من أمس.
إلى ذلك، جزم مصدر سياسي إسرائيلي بأنّ «رجال نتنياهو» يتطلعون إلى أن تكون المحادثات غير المباشرة «قصيرة المدة قدر الإمكان». وأضاف أنّه «في غضون بضعة أسابيع أو شهرين إلى 3 أشهر على الأكثر، سينتقل الطرفان إلى مفاوضات مباشرة تتناول المسائل الجوهرية: الحدود واللاجئين والقدس والترتيبات الأمنية».
قضية يبدو أنها باتت فعلاً على النار، بما أن وزير الدفاع إيهود باراك سيزور واشنطن الأسبوع المقبل، لبحث «استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين والبرنامج النووي الإيراني»، إضافة إلى «الوضع على الجبهة الشمالية مع سوريا ولبنان»، فضلاً عن «المحافظة على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي».