اتهم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو السوريين والفلسطينيين بتبنّي معادلة عدم الاستعداد للدخول في مفاوضات سلام، مجدداً رفضه التطرق إلى الاتهامات الموجهة إلى «الموساد» بالضلوع في اغتيال القيادي «الحمساوي» محمود المبحوح
مهدي السيّد
رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع صحيفة «هآرتس»، نُشرت أمس، التطرق إلى اتهام جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» بالوقوف وراء اغتيال القيادي في «حماس» محمود المبحوح في دبي. وتحدث عن عملية التسوية، مدّعياً أن السوريين والفلسطينيين يضعون شروطاً متطرفة.
وفي ردٍّ على سؤال عمّا إذا كان لا يزال يثق بـ«الموساد» ورئيسه مائير دغان في أعقاب اغتيال المبحوح، قال «لن أتطرّق إلى تكهنات صحافية، حتى لو كانت تكهنات صحافي محترم».
من جهة ثانية، ألقى نتنياهو كرة المسؤولية عن الجمود الذي يلف العملية السياسية بين إسرائيل والعرب في الملعبين السوري والفلسطيني، بقوله إن «الفلسطينيين والسوريين تبنّوا معادلة عدم استعدادهم للدخول في مفاوضات». ورأى أن الفلسطينيين والسوريين «يضعون أمامنا شروطاً متطرفة لم يضعوها أمام حكومات سابقة، وأنا لا أعرف دولة واحدة في العالم ستكون مستعدة للدخول في مفاوضات بمثل هذه الشروط التي تحدد مسبقاً نتائج المفاوضات»، في إشارة منه إلى مطلب الفلسطينيين تجميد الاستيطان، ومطلب سوريا انسحاب إسرائيل من هضبة الجولان المحتلة.
وأعاد نتنياهو تأكيد نظرية «القوة» شرطاً للسلام، فقال إن «جميع المنتقدين (لسياسته من داخل إسرائيل) توقعوا أن نوافق على الإملاءات الفلسطينية والسورية، ويصفون الموافقة على الإملاءات بأنها حلم، وفي رأيي هذا ليس حلماً، وإنما الحلم هو زيادة قوة إسرائيل الاقتصادية والأمنية والثقافية من أجل أن تكون قوية بما فيه الكفاية لتحقيق سلام مع جيرانها».
وفي موقف ينسجم مع المعلومات التي وردت في تقارير إعلامية إسرائيلية، خلال الآونة الأخيرة، بشأن قرب موافقة السلطة الفلسطينية على العودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل، قال نتنياهو إنه «سيستغرق وقتاً حتى ينزل الفلسطينيون والسوريون عن الشجرة التي صعدوا إليها، ويبدو لي على الأقل أن الفلسطينيين بدأوا بالنزول، وهناك إشارات إلى أن المفاوضات معهم ستبدأ في المستقبل المنظور».
وفي السياق، كشف موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني عن تلقّي وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان رسائل سورية بشأن إمكان حصول مفاوضات بين إسرائيل وسوريا. وقال الموقع إن ليبرمان التقى خلال وجوده في بروكسل وزير الخارجية التشيكي يان كوهوت، الذي كان قد عاد لتوّه من زيارة إلى سوريا ولبنان، «ومرّر كوهوت إلى ليبرمان رسائل تتعلق بإمكان حصول مفاوضات بين القدس (المحتلة) ودمشق، لكنّ حاشية ليبرمان رفضت التوسّع في هذا الموضوع».
في هذه الأثناء، دعا وزيرا الخارجية الفرنسي برنار كوشنير والإسباني ميغيل آنخيل موراتينوس الأوروبيين إلى اقتراح «جدول زمني» لقضايا الوضع النهائي للدولة الفلسطينية (وهي الأمن والحدود والمياه واللاجئون والقدس)، وطالبا بآلية «تأطير جادة تستخلص العبر من أخطاء الماضي».
وأوضح الوزيران، في مقال نشرته صحيفة «لوموند» الفرنسية، أنّ «على أوروبا أن تتحمل الآن مسؤولياتها»، وأوضحا أن الاتحاد الأوروبي «يمكن أن يستضيف أيضاً مؤتمر قمة من أجل سلام نهائي بين سوريا ولبنان وإسرائيل».