لم تمر ساعات على إنهاء رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حتى ردّ المقاومون الفلسطينيون عليه بتنفيذهم عملية على مفرق قرية بيت فوريك شرق نابلس مساء أمس، أدت إلى مقتل مستوطنين، هما إيتام ونعمه هنكين، وأصيب 4 آخرون كانوا على متن سيارة. الجنون أصاب الإسرائيليين، فأعلنوا شرق نابلس منطقة عسكرية مغلقة.
وفق إعلام العدو، فإن المستوطنين قتلا بإطلاق نار على سيارتهما وأصيب أربعة أطفال كانوا في السيارة بجروح طفيفة في الهجوم الذي وقع بين مستوطنتي إيتمار وأيلون موريه. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن «سيارة فلسطينية تجاوزت السيارة الإسرائيلية، وأطلق مسلحون النار تجاهها». وذكر إعلام العدو أن منفذي العملية كانا شخصين، استخدما نوعين من الأسلحة، الأول شخصي مسدس والثاني حربي، وبعد إطلاق النار على السيارة من السلاح الحربي، نزل أحد المنفذين وسحب مسدسه وأطلق النار من مسافة صفر للتأكد من مقتل المستوطنين. وتبين لاحقاً أن القتيل ضابط احتياط في وحدة «سيرييت ميتكال» الخاصة في الجيش الإسرائيلي.
وبعد الهجوم، أعلن وزير التربية الاسرائيلي، نفتالي بينيت، في بيان، أن «زمن المحادثات مع الفلسطينيين ولّى، وحان الوقت للتحرك».

كانت إسرائيل قد سمحت بنقل قوات إضافية للسلطة إلى نابلس
وذكرت القناة الثانية الإسرائيلية أن بينيت الذي يترأس «البيت اليهودي» المشارك في حكومة العدو، طالب نتنياهو بإعادة اعتقال الأسرى المفرج عنهم في صفقة «الوفاء للأحرار». كذلك طلبت الشريكة في المعارضة الإسرائيلية، تسيبي ليفني، من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الخروج وإدانة العملية. وقال وزير الحرب الإسرائيلي، موشيه يعالون، إنه «لن يهدأ لنا بال حتى وضع أيدينا على القتلة ومن أرسلهم، وسندفّع الثمن لمن قتل الأب والأم».
بعد العملية، شنّ مئات المستوطنين هجمات ضد المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في جنوب مدينة نابلس، وهاجموا منزلاً لعائلة النجار يقع على أطراف بلدة بورين. كذلك هاجموا سيارة إسعاف فلسطينية وصلت لإسعاف المصابين في بورين، وحطموا زجاجها. وهاجم مستوطنو «يتسهار» المركبات الفلسطينية على طريق نابلس ــ جيت ورشقوها بالحجارة، ما أدى إلى تحطيم زجاج ما يقارب 30 سيارة، وذلك بحماية من قوات الجيش. وفي اتصال مع «الأخبار» أكد قيادي في كتائب شهداء الأقصى ــ الجناح العسكري لحركة «فتح»، في الضفة المحتلة، أن «عملية نابلس ردّ طبيعي على جرائم الاحتلال وعلى رأسها حرق عائلة الدوابشة وقتل هديل الهشلمون». أيضاً، باركت «حركة المقاومة الإسلامية ــ حماس» العملية، ودعت إلى «المزيد من العمليات النوعية ضد الاحتلال». كذلك بارك المتحدث الرسمي باسم «كتائب القسام»، أبو عبيدة، «العملية البطولية ضد المغتصبين الصهاينة»، واعتبرها «رداً طبيعياً على جرائم الاحتلال ومستوطنيه في القدس والضفة»، مؤكداً أنها «لن تكون الأخيرة بإذن الله».
وجاءت العملية بعد مطالبة منسّق الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية الجنرال يوأف مردخاي، في اجتماع ضمّه مع رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمدالله، ومنسق الشؤون المدنية حسين الشيخ، الشهر الماضي (راجع «الأخبار» عدد ٢٧٠١)، «بضرورة الحزم في عملية جمع السلاح في كل مناطق نابلس وليس في مخيم بلاطة وحده، لأن لديهم معلومات ساخنة حول نيات بعض الجهات المساس بالمستوطنين»، خصوصاً بعد سماح إسرائيل بنقل قوات فلسطينية إضافية إلى نابلس، وذلك بحسب محضر الاجتماع المسرّب من مكتب الشيخ.
إلى ذلك، أصدرت «كتائب الشهيد عبد القادر الحسيني»، التابعة لـ«فتح»، بياناً تبنّت فيه العملية، وقالت إنها أطلقت النار على سيارة للمستوطنين خرجت من «إيتمار»، قرب نابلس، مشيرة إلى أن المجموعة عادت سالمة. وحذرت من «المساس بالمدنيين» الفلسطينيين.
(الأخبار)