Strong>طرأ اليمن أمس على عناوين البحث العربية المتنقلة بين مصر والسعودية وسوريا. حضور كان بارزاً، إضافة إلى ملفات التسوية والمصالحة الفلسطينية، فيما بقي الموضوع اللبناني جانباً باعتباره «يسير جيداً»الحراك الدبلوماسي العربي استمر أمس على الوتيرة نفسها. لقاءات متنقلة بين شرم الشيخ ودمشق والرياض، غير أن العناوين لم تعد حكراً على عمليّة التسوية في الشرق الأوسط، بل انضمّ إليها اليمن والعراق، وبطريقة غير مباشرة إيران.
رسائل من الملك السعودي عبد الله إلى الرئيسين المصري حسني مبارك والسوري بشار الأسد، تكفّل وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بنقلها إلى شرم الشيخ ودمشق. رسالتان لم يكشف عن مضمونهما، غير أن التقديرات أنهما صبّتا في خانة ملف التسوية، صاحب الأولوية القصوى حاليّاً، والمصالحة الفلسطينية، التي طرأ دور سعودي مستجدّ عليها. دور أوضح الفيصل، بصورة غير مباشرة مبتغاه، بعدما كشف عن طلبه من رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، خالد مشعل، أن يحدّد مكان الحركة «مع العرب أو الآخرين؟»، في إشارة إلى إيران.
في هذا الوقت، واصل الملك الأردني عبد الله الثاني «مطاردته» للأحداث؛ فبعد زيارته المفاجئة أول من أمس إلى شرم الشيخ، انتقل أمس إلى الرياض للقاء الملك السعودي. زيارة خاطفة عاد بعدها إلى عمّان ليؤكّد، في بيان، أهمية الدور الأميركي في عملية السلام في الشرق الأوسط، بعد استقبال وفد من الكونغرس الأميركي. بيان يبدو أنه حرص على «زجّ» اسم الأردن بالجهود القائمة في المنطقة، إذ شدّد على «الجهود التي يبذلها الأردن مع دول المنطقة لتحريك عملية السلام».
وبالعودة إلى ديناميكية اللقاءات العربية، نقل الفيصل رسالة من الملك عبد الله إلى الرئيس الأسد تتعلق بالأوضاع السائدة في المنطقة. وقال، في تصريح للصحافيين عقب لقائه الرئيس السوري في دمشق، إن مباحثاته مع القيادة السورية تناولت «كل القضايا، سواء عملية السلام والعقبات التي تواجهها وهي عقبات ليست من إجراءات عربية، ولكن من مواقف إسرائيل تعرضنا لها واتفقنا على ضرورة لمّ الصف العربي والوقوف لنيل مصالحنا، ولن يمكننا من ذلك سوى عملنا».
ونفى الفيصل، الذي أكد أن «وقت التشاور قد حان»، أن يكون الملف اللبناني حاضراً على طاولة المباحثات، قائلاً إن «الملف اللبناني يسير جيداً، ولا داعي لبحثه». وبشأن الملف العراقي، قال وزير الخارجية السعودي إن «الطرفين يتمنيان أن تؤدي الانتخابات المقبلة إلى حل المشاكل الأساسية التي يتعرض لها العراق، وهذا ما نرجوه».
تصريحات مقتضبة للفيصل، أضاف إليها بيان الرئاسة السورية مواضيع أخرى كانت مدار بحث، إذ أشار إلى أنه، خلال اللقاء، جرى تأكيد «حرص سوريا والسعودية على سلامة اليمن ووحدة أراضيه وسيادته واستقراره والضرورة الملحّة لتحقيق المصالحة الفلسطينية».
وبحسب البيان الرسمي السوري، الذي نقلته وكالة الأنباء السورية «سانا»، جدد الأسد «دعم سوريا لأي جهد يسهم في إيجاد حل يضمن وحدة الصف الفلسطيني». وأضاف إن اللقاء «تناول أهمية استمرار التنسيق والتشاور السوري السعودي تجاه الملفات العربية والقضايا ذات الاهتمام المشترك بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين والعرب جميعاً». وقبل زيارته إلى دمشق، كان للفيصل محطّة في شرم الشيخ، حيث نقل رسالة أيضاً من الملك السعودي إلى الرئيس المصري. وكشف الفيصل، بعد لقائه مبارك، عن أن محادثاته مع خالد مشعل استهدفت بالأساس معرفة ما إذا كانت الحركة تقف ضمن الصف العربي أو في صف طرف آخر. وقال، في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري أحمد أبو الغيط، «طلبت من مشعل أن يوضح لنا أين تقف حركة حماس من القضية الفلسطينية، بمعنى هل (تعتبرها) قضية عربية أم هي قضية تتبع طرفاً آخر». وأضاف إنه قال لمشعل «إذا كانت حركة حماس تسعى لتوحيد الفصائل الفلسطينية للوقوف مع دولة من الدول (إيران)، فلماذا لا تسعى لتوحيد الفصائل الفلسطينية للوقوف ضد إسرائيل». وأكد أن «مشعل، كردّ على ذلك، أكد علناً عروبة حركة حماس والقضية الفلسطينية، وهذا ما كان يبحث عنه الجانب السعودي من مقابلة خالد مشعل».
من جهته، أوضح وزير الخارجية المصري أن مبارك استمع من الفيصل إلى «رؤية المملكة العربية السعودية في ما يتعلق بالموقف في اليمن والمشكلات التي يثيرها الحوثيّون على الحدود بين السعودية واليمن وما يمكن أن يترتّب عن أي تدخلات أجنبية في هذا الشأن».
وأكد الفيصل مجدداً أن تدخل المملكة في النزاع مع المتمردين الحوثيين جاء «دفاعاً عن أراضيها» وأن الرياض «تؤيد الحكومة اليمنية في الدفاع عن أراضيها وشعبها».
كما أكد الوزيران تطابق وجهات نظرهما تجاه سبل حل الصراع الفلسطيني ـــــ الاسرائيلي، واستئناف مفاوضات السلام. وقال أبو الغيط «نحن نكرّر صباحاً ومساء الأفكار المصرية التي سبق أن تحدّثنا عنها مرات ومرات». وأوضح أن هذه الأفكار «تتمثل في مطالبة مصر بدولة فلسطينية مستقلة على مجمل أرض خطوط 1967 تعيش في سلام وأمن مع إسرائيل، أما في ما يتعلق بالقدس الشرقية، فإنها عاصمة هذه الدولة».
(الأخبار، سانا، أ ف ب، يو بي آي، أ ب)


«حماس»: اتصالات مع مصر لتذليل عقبات المصالحة

غزة ــ قيس صفديواستهجن برهوم التصريحات الصادرة عن قادة في حركة «فتح» عقب تصريحات لمشعل في السعودية، أكد فيها أن اتفاق المصالحة قد اقترب. وقال «إن تصريحات بعض قادة حركة فتح تكشف عن سوء نيات هؤلاء الذين لا يتعاطون مع المصالحة كمصلحة للشعب الفلسطيني، بل من باب تسجيل النقاط، وحشر حماس في زاوية خياراتهم الضيقة».
إلى ذلك، قالت شخصيات أكاديمية وحقوقية ومستقلة ونشطاء في المجتمع المدني وقّعوا على وثيقة «إنهاء الانقسام» الموجّهة إلى محمود عباس وخالد مشعل: «إننا جميعاً نتحمل مسؤولية الاستمرار في هذه الحال من الانقسام والانكسار، لكنكم بحكم موقعكم القيادي البارز تتحملون المسؤولية الأكبر». وأكدت أن «المستفيد الأكبر من انقسام الوطن هو معسكر أعدائنا، إذ يؤدي هذا الانقسام إلى تدمير يومي في كل مناحي الحياة ويهدد قضية التحرير الوطني، فعلامَ تتقاتلون؟».