شدد نائب رئيس الوزراء اليمني، راشد العليمي، أمس على أن أي تدخل عسكري أميركي مباشر في بلاده يمكن أن يقوي تنظيم «القاعدة» بدلاً من أن يضعفه. وقال، في مؤتمر صحافي، إن «الدعم المطلوب من أميركا متعلق بالدعم في مجال التدريب والتأهيل وتقديم الأسلحة والمعدات لوحدات مكافحة الإرهاب».وفي السياق، أوضح العليمي أن الشاب النيجيري، عمر فاروق عبد المطلب، الذي نفذ محاولة الاعتداء على الطائرة الأميركية يوم عيد الميلاد، التقى كلاً من الإمام المتشدد أنور العولقي ومحمد عمير الذي لقي مصرعه في الغارة التي شنتها السلطات قبل أسبوعين على وادي «رفض».
بدوره، أكد وزير الخارجية اليمني، أبو بكر القربي، أن بلاده ترفض أي تدخل أميركي مباشر في ملاحقة عناصر «القاعدة». وأوضح، في حديث لقناة «سي. إن. إن» الإخبارية الأميركية، «أن الولايات المتحدة تعلمت أيضاً من أفغانستان والعراق وأماكن أخرى أن التدخل المباشر قد يعود بالضرر عليها». واعترف القربي بتحمل السلطات اليمنية المسؤولية عن تعاظم قوة التنظيم خلال الفترة الماضية، قائلاً: «أعتقد أن فكرتنا كانت هي أن من الممكن ترك القاعدة في العام الماضي بسبب المواجهة في الجنوب ومع (المتمردين) الحوثيين. لكن القاعدة استفاد من هذا الأمر».
وأضاف القربي: «ومن الواضح أن عدد من يخططون بينهم لشنّ هجمات إرهابية مهمّ بالنسبة إلينا. ولهذا نؤكد دائماً أهمية التعاون مع الولايات المتحدة ودول أخرى في المنطقة».
في هذه الأثناء، قالت مصادر أمنية إن القوات اليمنية تحاصر منذ يومين شخصاً يشتبه في أنه قيادي إقليمي في «القاعدة» بالقرب من صنعاء، وأنها تمكنت من إلقاء القبض على ثمانية مقاتلين في التنظيم في الأيام القليلة الماضية.
في موازاة ذلك، طلب خمسة نواب أميركيين جمهوريين، في رسالة وجهوها إلى الرئيس باراك أوباما أول من أمس، تقديم المزيد من المساعدات لتعزيز قوات الأمن اليمنية.
كذلك طالب النواب بـ«تقويم كامل» للالتزام الأميركي في اليمن. وأشاروا إلى أن «اليمن، على غرار باكستان، يضم مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة، تُستعمل من القاعدة وحلفائه». وأضافوا: «نحن لم نعد نثق بقدرة الحكومة اليمنية على مساعدة الولايات المتحدة في ضمان أمنها».
بدورها، أوضحت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أول من أمس أن «جهود المعونات في أماكن مثل أفغانستان واليمن من المكونات الحاسمة للاستراتيجية الأمنية الأميركية». وأضافت: «لا يمكننا وقف الإرهاب وهزيمة أيديولوجيات التطرف العنيف عندما يرى مئات الملايين من الشبان مستقبلاً بلا وظائف... بلا أمل».
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)