فيما تستهدف الغارات الجوية الروسية جميع الفصائل المسلحة باعتبارها إرهابية على حد سواء، تسعى الدول الغربية المعارضة للهجمات الروسية إلى حرف هذه الغارات عن مهماتها الحالية، عبر مطالبتها بحماية «المعارضة المعتدلة» وعدم قصفها ومساواتها بـ «داعش».وفي السياق، دعا «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة روسيا إلى «وقف هجماتها على المعارضة السورية والتركيز على محاربة داعش»، معرباً عن «قلقه العميق» من الحشد العسكري الروسي في سوريا.

واستغل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لقاءه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليبلغه موقف بلاده الداعي إلى وجوب «إستهداف الضربات الجوية داعش فحسب». الموقف نفسه كرره الإتحاد الأوروبي، مؤكداً على ضرورة إستهداف الغارات الجوية «داعش» دون سواه.
من جهته، اتهم رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو روسيا بـ«إستهداف مقاتلي المعارضة المعتدلة بهدف دعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد». ورفض إصرار موسكو على أن عملياتها «تستهدف جهاديي داعش»، مضيفاً أن «العملية برمتها تستهدف مواقع الجيش الحر».
ورغم الموقف الدولي المتعاطف مع المعارضة، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشنكوف، أن «القوات الجوية نفذت 32 طلعة جوية خلال الساعات الماضية واستهدفت 12 منشأة عسكرية لـداعش، في محافظات سورية عدّة». وأوضح أن «عمليات القصف أدت إلى تدمير مركز قيادة ومركز إتصالات ومعسكر تدريب ومستودعات تحوي الذخائر والمحروقات والعشرات من الآليات العسكرية الخاصة بالمجموعات الإرهابية». أما عن توقيت مدة العملية العسكرية، فقد أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي، اليكسي بوشكوف، أن «الغارات ستستمر ثلاثة أو أربعة اشهر، وبوتيرة متصاعدة».
أما على الصعيد الميداني، فيواصل سلاح الجو لليوم الثالث على التوالي غاراته على مقارّ المجموعات المسلحة المختلفة. واستهدفت الغارات مواقع للمسلحين في مدينة اللطامنة في ريف حماة، ومقار «جيش الفتح» في مدن وبلدات بينين وموقة وكفروما وخان شيخون وجسر الشغور وكنصفرة وبليون في عمق جبل الزاوية في ريف إدلب، كما أغارت الطائرات على مواقع «داعش» في مدينة القريتين في ريف حمص الشرقي.
وفي حمص، استهدفت وحدات الجيش مقراً لمسلحي «داعش» في محيط منطقة مثلث تدمر، في ريف حمص الشرقي. وفي ريف حمص الشمالي، ألغت المحكمة العليا «صلاة الجمعة خوفاً من استهداف الطائرات الروسية المساجد»، أما في حماة، فقد دارت مواجهات عنيفة بين الجيش والمجموعات المسلحة في منطقة السعن شرقي حماة.
وفي موازاة ذلك، دارت مواجهات بين الجيش والمجموعات المسلحة في حي ميسلون وسط مدينة حلب، وعند أطراف حي كرم الطراب شرقها. كذلك، أغار سلاح الجو السوري على مواقع «داعش» في مدينة الباب وبلدة تادف وقرية الصالحية ومحيط مطار كويرس في الريف الحلبي.
إلى ذلك، وقع عدد من مسلحي «حركة أحرار الشام» في كمين لـ«لواء شهداء اليرموك»، المبايع لـ«داعش»، في ريف القنيطرة الشمالي، على طريق جباثا الخشب، ما أدى إلى سقوط عدد منهم بين قتيل وجريح.
(الأخبار)