بين الحديث عن الأفكار العربية والمبادرات الأميركية لاستئناف المفاوضات، خرجت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، لترفض «الشروط المسبقة»، فهل أحبطت مساعي العرب قبل بدايتهاأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أمس، أنها تعمل على استئناف الحوار بين إسرائيل والفلسطينيين «في أسرع وقت ومن دون شروط مسبقة». وقالت في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الأردني ناصر جودة أمس، «إننا نعمل مع الإسرائيليين والفلسطينيين والدول العربية لوضع الإجراءات الضرورية وتحريك المفاوضات في أسرع وقت ومن دون شروط مسبقة»، آملة التوصل إلى اتفاق «يضع حداً للنزاع عبر تحقيق الهدف الفلسطيني بدولة مستقلة قابلة للحياة على أسس 1967 مع تبادل أراض بصورة ودية، والهدف الإسرائيلي بحدود معترف بها تضمن أمن الدولة اليهودية». والتقت كلينتون، أمس أيضاً نظيرها المصري أحمد أبو الغيط ومدير الاستخبارات العامة المصرية عمر سليمان، اللذين يحملان أفكاراً عربية لبحثها في واشنطن.
أفكار لم تفصح عنها القاهرة، غير أن صحيفة «الأيام» نشرت فحواها، إذ أشارت إلى خطّة ثنائية فلسطينية ـــــ مصرية من ستّ نقاط تبنّاها عباس خلال جولته العربية الأخيرة لاستئناف المفاوضات. وقالت إن هذه الأفكار «صاغها كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات وعمر سليمان، باطّلاع تام من جانب مصر والسعودية والأردن وسوريا وقطر والإمارات العربية». وأوضحت أن «الأفكار تنص على وجوب وضوح الهدف النهائي للعملية السلمية نحو إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس على أساس حدود 1967، ووقف الاستيطان الإسرائيلي بما في ذلك النمو الطبيعي للمستوطنات مدة 6 أشهر مبدئياً، واستئناف المفاوضات من النقطة التي وصلت عندها في شهر كانون الأول من عام 2008». وقالت الصحيفة إن «عباس كان قد نقل أفكاره خلال الأسابيع الأخيرة إلى الجانب الإسرائيلي من خلال اتصالات مع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك».
«هآرتس»: واشنطن تسعى إلى مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين
وبالتزامن مع الخطة الفلسطينية ـــــ المصريّة، ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن الإدارة الأميركية بلورت خطة جديدة لإجراء مفاوضات غير مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين «بعد رفض الرئيس الفلسطيني استئناف المفاوضات مع إسرائيل من دون تجميد تام للبناء في المستوطنات». وبموجب هذه المبادرة، يتولى المبعوث الأميركي جورج ميتشل وفريق عمله، دور الوسيط بين الجانبين. وأوضحت الصحيفة أن «توجه الإدارة الأميركية لتبني هذا الأسلوب يأتي منعاً لإحراج عباس ببدء التفاوض مع إسرائيل من دون تجميد البناء في المستوطنات»، مشيرة إلى أن «الإدارة الأميركية طرحت المبادرة بعدما أوضح عباس للأميركيين والمصريين أنه لن يلتقي (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو قبل أن يتعهد صراحةً بتجميد مطلق للبناء في المستوطنات».
كذلك أشارت «هآرتس» إلى أن عباس «أعرب أمام مقربين منه عن رفضه فكرة أن تودع الولايات المتحدة رسالة ضمانات لدى الجانب الفلسطيني».
ومن المقرّر أن يتوجّه ميتشل غداً إلى باريس وبروكسل لإجراء مشاورات مع حلفاء واشنطن غير العرب، قبل أن ينتقل إلى الأراضي المحتلة لاستئناف وساطته.
وفي السياق، طالب عريقات الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن «يطرح مبادرته وأسسها للحل في المنطقة». ودعا إلى أن تكون هذه المبادرة قائمة «على أساس اعتراف بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على جميع الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 بما فيها القدس، وأن تحدد قضايا الوضع النهائي، وأن يجري التفاوض على هذه القضايا من النقطة التي توقفت عندها المفاوضات في كانون الأول عام 2008».
ورغم الحركة المكثّفة على المسار التفاوضي، واصلت السلطات الإسرائيلي خرق التجميد الاستيطاني. وأعلن وزير الدفاع إيهود باراك إجراء تعديلات في أمر التجميد مراعاةً لمصلحة المستوطنين «تمنح صلاحيات أكثر للمجالس (المحلية) لإعطاء تراخيص وإجراء إضافات جديدة على الأبنية القائمة، من دون الحصول على تراخيص بناء جديدة».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)