علي حيدرفي خطوة تطرح علامات استفهام عمّا إذا كانت تعكس وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، أو هي مناورة بين إتمام عملية التبادل والثمن الذي يريد أن يدفعه، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد تسلّم ردّ حركة «حماس»، رفض إطلاق سراح أسرى فلسطينيين إلى الضفة الغربية في إطار صفقة تبادل الأسرى.
وأكد نتنياهو خلال مداولات أجراها أخيراً أن «حكومته ستواصل بذل جهودها الكبيرة جداً» لإعادة الجندي الإسرائيلي الأسير لدى «حماس» جلعاد شاليط سالماً ومعافى، لكن «فقط من خلال التمسك بالمصالح الأمنية، ومن دون أي مساومة».
ووفقاً لما أوردته مختلف وسائل الإعلام الاسرائيلية، وجّه رئيس الحكومة العبرية رسالة إلى «حماس» مفادها أنّه يرفض إطلاق سراح أسرى وصفهم بالخطيرين إلى الضفة في إطار الصفقة المفترضة.
وذكر موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني أن نتنياهو اجتمع قبل نحو أسبوع مع سلفه إيهود أولمرت للتشاور في قضية مفاوضات الأسرى. وبحسب الموقع، فإن نتنياهو طلب من سلفه توضيح الخطوط الحمراء التي حالت دون تنفيذ الصفقة في آذار 2009، قبل وقت قصير على تأليف حكومته.
بدوره، قدم أولمرت مختلف الاتفاقات التي جرى التوصل إليها في حينه والاعتبارات التي أدت إلى تأجيل الصفقة. وتباحث الرجلان أيضاً في الأبعاد الاستراتيجية لصفقة شاملة تتضمن تحرير مئات الفلسطينيين من المعتقل الإسرائيلي. ونقل الموقع عن نتنياهو «تفهمه الكبير للاعتبارات التي كانت في حينه ومنعت تنفيذ الصفقة».
وقد أجرى نتنياهو، بعدما سلّم الوسيط الألماني الحكومة العبرية ردّ حركة «حماس»، سلسلة من المداولات ضمن هيئة «السباعية» الوزارية وهيئات أخرى، أكد خلالها ثلاثة وزراء هم وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان والوزيران موشيه يعلون وبيني بيغن، على معارضتهم إطلاق سراح أسرى فلسطينيين أُدينوا بالتخطيط وتنفيذ عمليات أدت إلى مقتل وجرح إسرائيليين، في الضفة.
وفي محاولة للضغط على «حماس»، ذكر مكتب نتنياهو أن رئيس الوزراء لن يمنح مبعوثه الخاص، حجاي هداس، أي هامش آخر من المناورة وطلب منه عدم إبداء أي ليونة في هذه المسألة. وأضاف أن رئيس الحكومة مصرّ على ألا يُطلَق مَن وصفهم بـ«مخربين خطيرين جداً، وأولئك الذين نفذوا عمليات قتل بأيديهم إلى الأماكن التي سيشكلون فيها خطراً على حياة المواطنين الإسرائيليين».
وفي ردّ على موقف رئيس الحكومة العبرية المتشدد، قالت عائلة الجندي شاليط إنها لا تزال تؤمن بأنّ الحكومة ستعيد ابنهم.
وفي هذا السياق عنونت «يديعوت أحرونوت» صدر صفحتها الأولى أمس، بـ«رسالة إسرائيلية حادة في أعقاب رد حماس»، ولفتت إلى أن هذه الرسالة تأتي بعد 48 ساعة من تسلّم الدولة العبرية ردّ «حماس».
وتساءلت الصحيفة عمّا إذا كان إطلاق هذه المواقف يرتبط بتفجير المحادثات أو مناورة تهدف إلى تقليص الثمن الذي تدفعه إسرائيل. ونقلت عن مشاركين في المفاوضات قولهم إن نتنياهو يناور ما بين القرار الاستراتيجي بإطلاق سراح شاليط وما بين الثمن الذي يدفعه لقاء تراجع شعبيته، واصفين قرار نتنياهو بأنه «تعيس ويعرض حياة شاليط للخطر».