ارتفعت وتيرة التهديدات الإسرائيلية بشنّ حرب جديدة على غزة، فيما ظهر مزيد من التصعيد في العلاقة بين «حماس» والقاهرة، التي أعلنت رفضها إمرار أي قافلة إغاثة إلى القطاع.وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال افتتاح الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء أمس، من أن جيش الاحتلال «سيردّ بأقصى قوة على إطلاق أي صواريخ أو قذائف على الأراضي الإسرائيلية من قطاع غزة». ووصف إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل هذا الأسبوع بأنه «خطير جداً». وحمل نتنياهو على السلطة الفلسطينية، موضحاً أن «التحريض (على العنف) مستمر في المدارس ووسائل الإعلام الفلسطينية» المرتبطة بالسلطة. ورأى أن هذا الأمر «يمثّل انتهاكاً خطيراً للتعهدات الدولية».
في السياق، أعلن القائد السابق للجبهة الجنوبية في الجيش، اللواء في الاحتياط يوم طوف سامية، أن «حرباً إسرائيلية جديدة على غزة هي أمر حتمي»، موضحاً «نشك في أن تستسلم حماس فجأة وتغيّر طريقها من دون أن تتلقى ضربة أكثر جدية من تلك التي وجهت إليها في الرصاص المصهور». وأوضح أن «الحرب المقبلة ستكون ضربة أكثر تركيزاً مع نتائج بعيدة الأمد، والسيطرة الإسرائيلية على مناطق معينة في غزة»، مشيراً إلى أنه «يجب إنشاء وضع ينتهي فيه الأوكسجين الذي تتنفسه حماس».
5 شهداء في غزة و«مصر لن تسمح لأي نوع من القوافل بعبور أراضيها مجدداً»
في المقابل، رفضت السلطة الفلسطينية التهديدات الإسرائيلية لغزة. ورأى الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، أنّ تهديدات نتنياهو بمثابة «التصعيد الخطير والمستمر منذ فترة طويلة»، مشيراً إلى أن «إسرائيل تريد المماطلة ولا تريد الدخول في مفاوضات جادة، وتحاول خداع المجتمع الدولي بإقناعه أن السلطة الفلسطينية هي التي لا تريد ذلك». وجاءت التهديدات الإسرائيلية بعد فترة من التصعيد الميداني، كان آخره مساء أمس وأول من أمس، حين استُشهد 5 فلسطينيين جراء قصف مدفعي إسرائيلي على شمال ووسط القطاع. وبالتزامن مع الجبهة الإسرائيلية، ظهر تصعيد على جبهة «حماس» والقاهرة، التي اتهمتها الحركة «بشنّ حملة إعلامية عليها بالتوازي مع الحملة التي تشنها السلطة الفلسطينية في رام الله». وأكد القيادي في «حماس»، صلاح البردويل، «عدم وجود اتصالات حقيقية بين الجانبين». وأضاف: «من الصعب الحديث عن أي خطوط مباشرة أو غير مباشرة؛ حيث إن مصر الرسمية هذه الأيام في حالة هيجان، وتشنّ حملة إعلامية غير مسبوقة».
ورأى البردويل أنّ الحملة هي «من جملة الأكاذيب التي تمارسها سلطة رام الله وبعض الجهات الإعلامية في مصر لتشويه صورة حماس، بل ووصل الأمر إلى حد اتهام كتائب الشهيد عز الدين القسام بمقتل الجندي المصري»، قائلاً: «تؤكد كل المعلومات لدينا أنه قُتل برصاصٍ مصريٍّ». وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قد أعلن أول من أمس أن القاهرة «لن تسمح لأي نوع من القوافل بعبور أراضيها مجدداً مهما يكن مصدرها أو نوعية القائمين عليها». وأضاف أن «أعضاء قافلة شريان الحياة (التي نظمها النائب البريطاني السابق جورج غالاوي) قاموا بأفعال عدوانية، بل إجرامية على أرض مصر»، مشيراً إلى «آلية جديدة يمكن بمقتضاها تسليم المعونات للهلال الاحمر المصري بميناء العريش، على أن تسلمها السلطات إلى الهلال الأحمر الفلسطيني داخل قطاع غزة».
إلى ذلك، ذكرت مصادر أمنية وشهود عيان فلسطينيون أن الجيش الإسرائيلي «هدم أمس الأحد في شمال الضفة الغربية نحو عشرين مسكناً لفلسطينيين من قرية طانا» شرقي نابلس.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)