خاص بالموقع - يعيش نحو مئة من أبناء إحدى القبائل اليمنية في خيمتين منصوبتين في وسط صنعاء، على أمل أن تنصفهم السلطات المركزية بعدما هربوا من قريتهم بفعل الترهيب الذي مارسه بحقهم أحد الأعيان، الذي أراد فرض إتاوة (خوة) عليهم بالقوة.وقال فؤاد أحمد ناجي «لقد حرق ودمر منازلنا ونهب أرضنا ومحاصيلنا وماشيتنا»، مؤكداً بحزن أنه «اضطر مع العشرات من أبناء قبيلته إلى مغادرة قريتهم الجعاشن العانسين، وهي قرية زراعية في محافظة أب في صنعاء». وشرح أن «الرجل الذي يقف وراء التسبب بنزوح المجموعة القلبية، هو الشيخ محمد أحمد منصور، عضو ثري في مجلس الشورى وصاحب ميليشا مدججة بالسلاح».
وذكر نازح آخر هو صادق علي مرشد الكامل أن الشيخ «كان يريد أن يحصل على الزكاة التي ندفعها سنوياً للدولة. وبعدما رفضنا، قامت الميليشيا التابعة له بترهيبنا».
من جهته، قال عبد الرحمن برمان الذي يدير جمعية «سجين» الأهلية الانسانية، التي تساعد النازحين، إن «ميليشيا الشيخ محمد المدججة بالسلاح الثقيل بما في ذلك المدافع والقذائف والصواريخ والرشاشات، تفرض ما تريد في المنطقة الأكثر خصوبة في أب، التي يعيش فيها 50 ألف شخص».
وفي بلد تحكم فيه التركيبة القبلية كل تفاصيل الحياة، يستمد الشيخ محمد قوته، بحسب برمان، «من علاقاته القوية مع أعلى مستويات هرم الدولة منذ أكثر من ثلاثين عاماً». وذكر أن مئات القرويين «لجأوا عامي 2007 و2008 إلى صنعاء، ولم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم إلا بعد حصولهم على ضمانات من السلطات السياسية والبرلمانية بعدم تعرضهم لأي ازعاج من الشيخ محمد ورجاله».
وفي السياق، أوضحت فاطمة ناج أن «السلطات المحلية عاجزة وتقول لنا إن رئيس الدولة وحده قادر على وقف هذه التصرفات»، فيما أشارت النازحة حياة قاسم إلى أن «رجال الشيخ أطلقوا النار على بيتي ودخلوا إليه وعاثوا فساداً في الأثاث ونهبوا المجوهرات». وأضافت «خلال هروبنا إلى صنعاء، فقدت أثر زوجي. لعله ألقي القبض عليه وهو يقبع اليوم في أحد سجون الشيخ محمد».
(أ ف ب)