مهدي السيّدعلى الرغم من الاجواء الصعبة التي شهدتها العلاقات بين إسرائيل وتركيا في الاسابيع الاخيرة، تشير محافل مقربة من وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إلى أن الانطباع الذي خرج به أعضاء الوفد المرافق خلال زيارته الأخيرة لتركيا، يفيد بأنها انتهت بنجاح وأن الاتراك معنيون بالحفاظ على العلاقات ويفهمون الحاجة إلى منع مزيد من التدهور.
ونقلت مصادر من حاشية باراك انطباعات إيجابية عن الزيارة، وحاولت رد الصاع صاعين إلى وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، الذي اتُهم بمحاولة عرقلة زيارة وزير الدفاع إلى تركيا من خلال افتعال أزمة السفير التركي في إسرائيل.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن هذه المصادر قولها إن الأتراك «يعرفون كيف يميزون بين وزارة الخارجية ووزارة الدفاع، بين ليبرمان وباراك»، وتأكيدهم أن الاجواء في أنقرة كانت إيجابية.
هذه الأجواء تتوافق مع ما نقله موقع «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول في حاشية باراك، قال «طهّرنا الأجواء»، لكنه لفت إلى أنه «لا يمكنه أن يضمن المستقبل، لكن يمكنه أن يرسم الطريق، الاعتدال، الحوار بين الدول، على الرغم من الخلافات في الآراء».
وتطرق مسؤولون من حاشية باراك إلى الدافع التركي للأزمة، فقالوا لموقع «يديعوت» إن المشكلة تكمن في التصور التركي الذي تعزز في الآونة الأخيرة، والذي يرى في الفلسطينيين إخوة في الدين. وأضافوا إن هذا الأمر «قاله (رئيس وزراء تركيا رجب طيب) أردوغان لباراك خلال إحدى المحادثات بينهما».
وثمة وجه آخر للمشكلة يتمثل في منح تركيا الاحترام الذي تطلبه. وفي هذا المجال، ينقل موقع «يديعوت» عن محافل من حاشية باراك قولها «ما دامت إسرائيل تمنح تركيا الاحترام الذي تريده، كقوة عظمى إقليمية قيد التكوّن، وكعنصر مركزي في المنطقة، فإن العلاقات بين الدولتين ستتحسن».
ومع ذلك، يتوقع المقربون من وزير الدفاع حصول حوادث مستقبلية مع الأتراك، ويقولون إن «استمرار الحوار الهادئ من كلا الطرفين، سيؤدي إلى المحافظة على هذا التحالف المهم لإسرائيل».
إلا أن المسؤولين في إسرائيل يفهمون أن عهد الذروة في العلاقات، في التسعينيات، لن يعود. تعزز الحزب الاسلامي، الى جانب تآكل تدريجي في مكانة الجيش في تركيا، يجعلان ذلك صعباً.
وعلى خلفية الانطباع الإسرائيلي بتهدئة الأمور مع الأتراك، توقع دبلوماسيون إسرائيليون أن يلبي الرئيس التركي عبد الله غول دعوة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز لزيارة إسرائيل عندما تنضج الظروف. وبحسب موقع «يديعوت»، قال غول لهؤلاء الدبلوماسيين إنه «لتهدأ الخواطر أولاً، وبعد ذلك ينبغي أن تقوم إسرائيل ببادرة طيبة جوهرية في غزة».
في هذه الأثناء، قال وزير الصناعة والتجارة الإسرائيلي بنيامين بن أليعزر، للإذاعة الإسرائيلية العامة، إن «العلاقات بين إسرائيل وتركيا لن تعود أبداً إلى سابق عهدها وذلك لأسباب عديدة، بينها أساليب العمل التي انتهجتها إسرائيل».
وشدد بن أليعزر على أن العلاقات بين الدولتين تستند إلى مصالح استراتيجية «وعلى إسرائيل أن تقرر ما إذا كانت ستشن حرباً ضد الدول الإسلامية»، في انتقاد لأداء وزارة الخارجية الإسرائيلية.
وفي إشارة إلى تراجع التوتر في العلاقات بين الدولتين، يتوجه المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلي يوسي غال إلى أنقرة اليوم، على رأس وفد إسرائيلي، لإجراء حوار استراتيجي مع تركيا. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية إن غال سيجري مع نظيره التركي «الحوار الاستراتيجي نصف السنوي»، لافتاً إلى أن الحوار السابق جرى قبل ستة شهور في إسرائيل. ووفقاً لوزارة الخارجية الإسرائيلية، فإن الجانبين سيبحثان من خلال الحوار الاستراتيجي مواضيع ذات اهتمام ثنائي وقضايا إقليمية ودولية مطروحة على أجندة الدولتين.