تبدو الأزمة التركية الإسرائيلية أمام استحقاق جديد يتمثل بالرد على الطلب التركي، الذي أبلغ إلى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، ألا وهو إدخال مساعدات إلى قطاع غزة
علي حيدر
كشفت صحيفة «هآرتس»، أمس، عن أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ردّ على كلام وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو حول رغبة تركيا باستئناف دورها كوسيط في محادثات السلام السورية الإسرائيلية، بالقول إن «موقفه المبدئي مؤيد للمفاوضات مع سوريا، إلا أن الموضوع في الوقت الراهن ليس مطروحاً على طاولة الحكومة الإسرائيلية».
وفيما لفتت «هآرتس» إلى أن الموضوع السوري بحث على نحو موسع خلال زيارة باراك إلى تركيا، نقلت عن أوغلو قوله لضيفه الإسرائيلي «لدينا رافعات (ضغط) على سوريا، وبإمكاننا العودة للتوسط بينها وبين إسرائيل».
واحتل موضوع الحصار على قطاع غزة حيزاً أساسياً في المحادثات بين الطرفين الإسرائيلي والتركي، وطلب وزير الدفاع التركي، وجدي غونول، من باراك السماح بدخول مساعدات تركية إلى قطاع غزة، بينها مؤن وأدوية وكرافانات، لإيواء الفلسطينيين الذين دمّرت منازلهم خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع قبل نحو عام.
موضوع المفاوضات مع سوريا ليس مطروحاً على طاولة الحكومة الإسرائيلية
يُشار إلى أن إسرائيل رفضت في الماضي طلب أوغلو بزيارة غزة بحجة أن ذلك سيكون منبراً لـ«حماس» تعبّر فيه عن انتصارها وكسر مقاطعتها الدولية، كما ترفض إدخال مواد بناء إلى القطاع من أجل إعادة الإعمار.
في المقابل، لم يتعهد باراك بتلبية الطلب التركي. وقال إنه «سيدرسه وفقاً لسياسة الحكومة الحالية إزاء إدخال البضائع إلى القطاع»، مضيفاً أن «الحصار سيستمر ما دام الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط أسيراً في قطاع غزة».
وبدأ المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، يوسي غال، زيارة إلى أنقرة لإجراء محادثات سياسية مع كبار المسؤولين في وزارة الخارجية التركية، في إطار «الحوار الاستراتيجي نصف السنوي» الذي يعقده الجانبان. وأشارت «هآرتس» إلى أن غال حافظ على مسافة نسبية في ما يتعلق بالانشغال بالأزمة التي نشبت في أعقاب إهانة نائب وزير الخارجية، داني أيالون، السفير التركي في تل أبيب، عندما قلّل من التدخل في الأمر ولم يصطدم بسببه مع وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان ونائبه، مع أنه عارض حديث الإهانة.
ووفقاً لـ«هآرتس»، سيبحث غال في إمكان زيارة الرئيس التركي عبد الله غول، ووزير الخارجية أحمد أوغلو، إلى إسرائيل، لكنه لن يطرح إمكان زيارة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان إلى تركيا، في هذه المرحلة، وخصوصاً أنه يعارض بالمطلق عودة تركيا إلى التوسط في المحادثات الإسرائيلية السورية، وأنه لن يسمح بذلك ما دام يتولى منصب وزارة الخارجية.