القاهرة ــ الأخبارفي ما بدا أنه بمثابة مكايدة مصرية سياسية لحركة «حماس»، وجهت سلطات القاهرة اتهامات إلى الحركة الإسلامية «بالتورط في عملية إرهابية داخلية شهدتها العاصمة المصرية في العام الماضي»، الأمر الذي رفضته مصادر في الحركة إضافة إلى أوساط عربية، رأت أن تلك الادعاءات «تأتي في إطار التصعيد الإعلامي المصري ضد الحركة».
ورفض مسؤولون في وزارة الخارجية المصرية التعقيب لـ«الأخبار» بشأن تقارير إعلامية نُشرت أمس، أشارت إلى أن «تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا مع المتهمين في قضية تنظيم الزيتون، الذين اغتالوا أربعة مواطنين مصريين خلال السطو على محل للذهب، كشفت عن اتهام تحريات مباحث أمن الدولة، كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بالوقوف وراء أحد المتهمين الفلسطينيين في القضية ودعمه والتواصل معه للقيام بعمليات تفجيرية في أماكن تجمّع السياح اليهود في سيناء». وقالت صحيفة «المصري اليوم» إنه «وفقاً للقضية التي حملت الرقم ٦١٨ لعام ٢٠٠٩، فقد نسق بعض المتهمين مع حماس التي كلفت أحدهم»، مضيفة أن «عناصر من هذا التنظيم كانت على اتصال مباشر ببعض القيادات الفلسطينية في غزة من خلال موقع الحسبة الفلسطيني، والحركة الإسلامية دسّت عنصراً استخبارياً تابعاً لها يدعى محمد عبد العاطي، فلسطيني الجنسية، داخل التنظيم لتنفيذ عمليات داخل مصر».
وتابعت الصحيفة أن «المتهمين على علاقة بعدد كبير من الدعاة المعروفين، الذين وردت أسماؤهم في أوراق القضية من دون توجيه اتهامات إليهم، ويظهر العديد منهم على الفضائيات، فيما يعيش بعضهم في عواصم أوروبية وعربية».
وأشارت التحقيقات الموزعة على نحو ٥ آلاف صفحة إلى أن «المتهمين حصلوا على دعم مالي من إحدى الجمعيات لتنفيذ عملية حي الزيتون. وكان لدى التنظيم عدد من الخطط لتنفيذ أعمال أخرى». وكشفت أوراق القضية أن «وزارة الداخلية تقدمت بطلب إلى إيطاليا لتسليم أحد المتهمين الهاربين لديها، ويدعى هاني عبد الحي أبو مسلم».
في المقابل، نفت «حماس» ما نشرته صحيفة «المصري اليوم». وقال القيادي في الحركة، صلاح البردويل: «ننفي ما تردد من أكاذيب في الصحيفة على لسان نيابة أمن الدولة المصرية، التي ادعت علاقة كتائب القسام وحماس بمقتل أربعة مصريين». وأضاف: «نستنكر بشدة مثل هذا الكذب والتشويه، ونطالب القيادة المصرية بوضع حد لهذه الممارسات المبرمجة التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني ومقاومته الطاهرة، وعلى رأسها حماس». وأضاف البردويل أن «حماس تستغرب وتستهجن ما وصلت إليه بعض الجهات في مصر من حالة تطرف وإمعان في تشويه نضال الحركة التي تمثل غالبية الشعب الفلسطيني، ودافعت ولا تزال تدافع عن أمن وكرامة الأمة العربية جمعاء، التي امتُهنت من الهيمنة الأميركية على المنطقة». وأضاف: «إننا نربأ بجمهورية مصر العربية، قيادةً وحكومةً وشعباً، من حالة الإسفاف التي وصلت إليها بعض وسائل الإعلام في مصر وبعض الجهات المتنفذة، حيث تسعى على نحو محموم لانتهاز فرصة ما حدث على الحدود المصرية الفلسطينية على خلفية معاملة قافلة شريان الحياة، لتشويه صورة المقاومة الفلسطينية وحماس، وحرف الأنظار عن المأساة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة في ظل العدوان والحصار الإسرائيليين».
وفي السياق، قالت مصادر عربية لـ«الأخبار» إنها «تستبعد تورط حماس في أي عمل إرهابى في مصر»، مشيرة إلى أنه «لو ثبت يقيناً لدى الأجهزة الأمنية المصرية أن حماس لها يد في عملية الزيتون الإرهابية، فهذا كان كفيلاً بأن تقطع مصر على الفور علاقاتها مع حماس، وتوقف اتصالاتها معها على مختلف المستويات».
ورأت المصادر أن ما نشرته الصحيفة المصرية يندرج في إطار ما وصفته «بالمكايدات السياسية فقط لا غير».