strong>«عدم التوصل إلى حلّ بترسيم الحدود أخطر من القنبلة الإيرانية»عرض وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، أمس، تصوره السياسي للوضع في الشرق الأوسط، فتحدث عن خريطة التهديدات الحالية، فهدد الحكومة اللبنانية، وتحدث عن تواصل تهديد حزب الله، ورأى أن عدم التوصل إلى اتفاق إسرائيلي ــ فلسطيني وترسيم الحدود أخطر من حيازة إيران قنبلة نووية

مهدي السيّد
هدد وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أمس، الحكومة اللبنانية والبنية التحتية المدنية في لبنان، بأنها ستكون هدفاً للجيش الإسرائيلي في الحرب المقبلة، مشيراً إلى أنّ تهديد حزب الله يتواصل على إسرائيل، وأنّ الأمم المتحدة لم تنجح في منع عمليات التهريب إلى لبنان.
جاءت تهديدات باراك في سياق كلمة ألقاها أمس في «المركز الإسرائيلي للإدارة» في جامعة بار إيلان، حيث قال إن «لدى حزب الله صواريخ كثيرة جداً، وهذه ظاهرة غير طبيعية في هذا البلد، فلدى هذا البلد العضو في الأمم المتحدة، ميليشا تدعى حزب الله، يشارك مندوبوها في الحكومة اللبنانية، وتملك حق النقض على قراراتها، والأهم من كل ذلك أنها تملك جيشاً وسياسة خاصة ومستقلة وواضحة، وهي تتأثر بإيران».
وأضاف باراك أن «الأمم المتحدة تمكنت من إنهاء حرب لبنان الثانية (عام 2006)، إلا أنها لم تنجح في وضع حد لتهريب الأسلحة إلى حزب الله، فالقرار 1701 لم يساهم في وضع حد للتهديد على الحدود الشمالية، ولا سيما أن هناك عدداً كبيراً من الصواريخ على الأراضي اللبنانية، ويمكنها أن تطاول أي هدف داخل إسرائيل». وشدد على أن تسلح حزب الله لا يزال مستمراً، «رغم نجاحنا بواسطة الاستخبارات والبوارج» في منع جزء من ذلك.
وأشار باراك إلى أن «إسرائيل لا تريد حدوث تدهور في الأوضاع الأمنية، لكن إذا حدث ذلك، فسنعدّ الحكومة اللبنانية هي الجهة المسؤولة، وبالتالي فإننا لن نكتفي فقط باستهداف مراكز إرهابية تابعة لحزب الله في مكان ما في جنوب لبنان، بل أيضاً سنستهدف الحكومة اللبنانية وبنيتها التحتية، وبما تعنيه الكلمة من معنى».
ورغم هذا التهديد، عاد باراك ليؤكد هدوء الحدود مع لبنان، مشيراً إلى أن «لدى حزب الله صواريخ تغطي كل أنحاء إسرائيل، لكن الردع الإسرائيلي قائم حيال هذا الحزب، الذي يحاول منع المنظمات الصغيرة من إطلاق صواريخ باتجاه إصبع الجليل في شمال إسرائيل».
وعن الملف السوري، شدد باراك على «وجود مصلحة لإسرائيل في إخراج سوريا من دائرة العداء». وقال إن «هناك ثباتاً في الموقف حيال سوريا، ما بين الفرصة والتهديد، لكن إسرائيل قوية، رغم أن لسوريا قدرة معينة مثيرة للقلق، فهي تملك قدرات صاروخية، لكنها ترسل إشارات واضحة إلى أنها ترغب في اتفاق»، مشيراً إلى أن «الثمن (التسوية مع دمشق) معروف، لكن النتائج غير معروفة، ومن المشكوك فيه أن نصل إلى اتفاق، بالتوازي مع المسار الفلسطيني للتسوية».
وتطرق باراك إلى مخاطر فشل التسوية مع الفلسطينيين، فرأى أن عدم التوصل إلى حل «يقضي بترسيم الحدود داخل أرض إسرائيل التاريخية هو، وليس القنبلة الإيرانية، التهديد الأخطر على مستقبلنا». وأضاف أنه «إذا قام بين نهر الأردن والبحر (المتوسط) كيان واحد، فإنه سيكون بالتأكيد غير يهودي، وستكون هذه بالضرورة (دولة) غير يهودية وغير ديموقراطية».
ورأى أنه «يجب تنفيذ هذه الخطوة المؤلمة، فهناك ملايين الفلسطينيين في هذه المنطقة، وإذا أدلوا باصواتهم في صندوق الاقتراع، فإن هذه ستكون دولة ثنائية القومية، وإذا لم تكن كذلك، فستكون دولة أبارتهايد». ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى العودة إلى طاولة المفاوضات.
غير أن عبّاس أعلن، من مدينة سوتشي الروسية حيث التقى الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أمس، أنه «لم يُعثر بعد على الصيغة التي تتيح حل مشكلة التسوية في الشرق الأوسط، وتحرك العملية من النقطة الصفر حالياً».


قال مفوض العلاقات الدولية في حركة «فتح»، نبيل شعث، أمس، إن «هناك ضغوطاً تمارسها الإدارة الأميركية ومبعوثها جورج ميتشل على الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية، من خلال الإصرار على المفاوضات من دون وقف الاستيطان».
وأكد شعث أن «القيادة الفلسطينية وحركة فتح ستبقىان صامدتين أمام الضغوط الاميركية والتهديدات الإسرائيلية ولن تتراجعا عن ثوابتها». ورأى أن أي مفاوضات في هذه الظروف ستكون «عبثية وستمثّل غطاءً للاستيطان الإسرائيلي».
كذلك أدان شعث حملة الانتقادات التي يشنها القادة الإسرائيليون على عباس بسبب مواقفه. وقال إن «هذه الهجمة تصبّ في خانة اعتبار أنه ليس شريكاً في عملية السلام، وأنه يمكن أن يعامل معاملة الشهيد أبو عمار، ومع ذلك سنبقى جميعاً صامدين».