خاص بالموقع - لا يزال الموقف الإسرائيلي متخبّطاً بشأن تأليف لجنة تحقيق مستقلة في الاتهامات التي وجهها تقرير غولدستون إلى جيش الاحتلال بارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية في قطاع غزة الفلسطيني. ورغم تسليم تل أبيب ردّها الرسمي على التقرير الأممي، نهاية الأسبوع الماضي، إلا أن ذلك «لن يطفئ نار غولدستون»، بحسب مصادر إسرائيلية تحدثت إلى موقع «يديعوت أحرونوت» على الإنترنت، مشيرة إلى أن ثمة توافقاً آخذاً بالتبلور بشأن تأليف «لجنة فحص». ومن المقرر أن تناقش الهيئة العامة للأمم المتحدة، يوم الجمعة المقبل، تقريراً سيقدمه الأمين العام للمنظمة الدولية، بان كي مون، عن الردّين الإسرائيلي والفلسطيني على تقرير غولدستون. وتتخوف تل أبيب من أن يُتعامل مع ردّها، المؤلف من 52 صفحة، والمتمحور حول عرض التحقيقات التي أجراها جيش الدولة العبرية من دون الإشارة إلى احتمال تأليف لجنة تحقيق مستقلة، بوصفه غير كافٍ ولا يلبّي مطالبة تقرير غولدستون بإجراء «تحقيق ذي صدقية». في هذه الحال، تسود حكومة بنيامين نتنياهو الخشية من تزايد خطر تحويل البحث في اتهامات غولدستون لها إلى المحكمة الجنائية الدولية.ولفتت تقارير إلى أن النقاش الدائر اليوم في إسرائيل، يتركز على صلاحيات اللجنة التي يفترض أن تتألف. وفقاً لهذه التقارير، فإن الجيش ووزارة الدفاع أعطيا موافقتهما على لجنة تكون مهمتها فحص صدقية ونوعية التحقيقات التي أجراها الجيش فقط. ونقل موقع «يديعوت» عن مصدر سياسي قوله إن نتنياهو «يبلور صيغة (للجنة) توازن بين الحاجة إلى الدفاع عن جنود الجيش، والحاجة إلى إشباع رغبة المؤسسة القضائية الدولية».
وسبق لوزير الأقليات، أفيشاي بريفيرمان، أن أعرب عن تأييده إنشاء لجنة تحقيق مستقلة في سلوك جيشه خلال عدوان غزة. وقال الوزير العمالي للإذاعة العامة إن الجيش «هو الأكثر أخلاقية في العالم، وتقرير غولدستون مليء بالأخطاء أو الوقائع المزوّرة. لكن لا خيار آخر لدينا سوى تعيين لجنة تحقيق كهذه إذا أردنا تجنّب الأضرار على المستوى الدولي».
بدورها، أعربت رئيسة حزب «كديما» المعارض، وزيرة الخارجية السابقة، تسيبي ليفني، عن معارضتها الحاسمة لإنشاء لجنة تحقيق أو فحص في نشاطات الجيش، لأن تقرير غولدستون «وليد خطيئة، وسيكون من الخطأ تأليف لجنة تحقّق مع الجيش من دون التأكد من أن تأليفها يوفّر الحماية المطلوبة لضباط الجيش حيال أي دعاوى مستقبلية». ورأت ليفني أن تأليف لجنة كهذه «سيمنح شرعية تل أبيب للتقرير المشوّه، من دون أن تقصد ذلك».