هذه المرة، لم تكن أعمدة الدخان التي غطت سماء مدينة دمشق ناتجة عن القذائف والصواريخ، كما يوحي المشهد للوهلة الأولى. أكثر من 80 محلاً تجارياً متضرراً، وخسائر تقدر بملايين الليرات السورية، نتجت عن أضخم حريق يطاول قلب العاصمة منذ بداية القرن الحالي.
على قارعة طريق العصرونية، حيث السوق المكتظ بمتاجر الدمى والعطورات، يروي الحاج أنس الأغواني عن خسائره التي قاربت العشرة ملايين ليرة سورية (حوالى عشرين ألف دولار أميركي). «كل البضاعة التي استوردتها من الصين، بالدَّين، التهمتها النار خلال ساعتين»، يقول الأغواني الذي لن يصبح «عالحديدة» فحسب، بل سيمضي ما تبقى من العمر «ملاحقاً من قبل التجار الدائنين».
اندلاع الحريق عند الساعة السادسة من يوم السبت، لم يتح لأصحاب المتاجر فرصة لإنقاذ متاجرهم. «اعتدنا إغلاق محلاتنا يوم الجمعة، وأن نفتحها في وقت متأخر من ظهر السبت. لذلك، فإن أغلب التجار كانوا في منازلهم أثناء اشتداد الحريق» يروي الشاب ماجد الصوص، أحد العاملين في متاجر السوق. ويعقّب في حديثه مع «الأخبار»: «في البداية جاءت سيارات الإطفاء العادية، إلا أنها لم تستطع أن تقترب من مكان الحريق نظراً لضيق الحارات في السوق. لاحقاً جرى حل المشكلة من خلال استخدام رافعات يستطيع رجال الإطفاء عبرها أن يشرفوا على أماكن النيران، لكن خلال هذا الوقت كانت النار قد دخلت إلى المزيد من المتاجر، بالإضافة إلى تدمير جزء أثري من السوق».
بدوره، أكد مدير الدفاع المدني في دمشق، العميد جهاد موسى، في تصريح لوكالة «سانا» أن عناصر الإطفاء تمكنوا من محاصرة الحريق من مختلف الجهات منعاً لتمدده إلى المزيد من المحلات التجارية، وأن «المعطيات الأولية تفيد بأن الحريق ناجم عن ماسّ كهربائي».