غزة ــ قيس صفديأجرى الوسيط الألماني، آرنست أورلاو، المكلّف بصفقة تبادل الأسرى بين «حماس» وإسرائيل، مباحثات مع قادة الحركة الإسلامية في القطاع على مدى اليومين الماضيين.
ونقلت صحيفة «فلسطين»، المقرّبة من «حماس»، عن مصادر مطّلعة في مكتب نائب رئيس المكتب السياسي للحركة في دمشق، موسى أبو مرزوق، قوله إن «الوسيط الألماني أجرى لقاءات مع قادة حركة حماس في القطاع لإتمام صفقة التبادل، وحل ما يعترضها من عقبات»، بعدما قدِم عبر معبر فتح حاملاً الرد الإسرائيلي على موقف الحركة من الصفقة.
وفيما لم توضح الصحيفة طبيعة الرد الإسرائيلي، وفحوى اللقاءات، تردّدت معلومات عن نقل الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط إلى القاهرة. إلّا أن المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية، التي شاركت في عملية الأسر، أبو مجاهد، ردّ على هذه الأنباء بالقول «لم نتّفق بعد على الصفقة حتى نبدأ بآليات التنفيذ». ورأى «أنّ بإمكان الاحتلال أن يُنهي الصفقة كاملةً بالموافقة على إطلاق سراح الأسرى، الذين تطالب المقاومة بتحريرهم».
في هذه الأثناء، قالت صحيفة «هآرتس» إن الدولة العبرية تنتظر الحصول في الأيام القريبة المقبلة على رد «حماس» النهائي على صفقة شاليط. ووفقاً لما تسرّب، يرتبط الخلاف الأساس بتحرير عدد من الأسرى الذين يعدّون «رموزاً» للنضال الفلسطيني. ويبدو أن «حماس» توصّلت إلى الاستنتاج بأن إسرائيل لن تتنازل في مسألة تحرير عدد من أعضاء الحركة المهمّين، وبالتالي، فإن مطالب «حماس» تتركّز بالذات على تحرير القيادي في حركة «فتح» مروان البرغوثي، والأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات.
وفي السياق، ذكرت شبكة «العربية» التلفزيونية، أمس، أنه يجري الآن البحث في إمكان تحرير البرغوثي وسعدات، ولكن شريطة أن يُبعَدا إلى خارج البلاد، وهو الاقتراح الذي يعارضه الأسيران. كما أعلن وزير شؤون الأسرى في السلطة عيسى قراقع أن العائق هو إصرار إسرائيل على عدم تحرير 12 أسيراً فلسطينياً، بينهم البرغوثي وسعدات.
وإذا أتى رد إيجابي من «حماس» على الصفقة، فسيكون على إسرائيل اتخاذ خطوات عديدة، بما فيها التصويت في المجلس الوزاري وفي الحكومة، إضافةً إلى جمع السجناء المرشح إطلاق سراحهم، وتخصيص 48 ساعة لتقديم الالتماسات إلى محكمة العدل العليا ضد الصفقة.
إلى ذلك، ردّ الكنيست أمس مشروع قانون يقضي بمنع زيارة العائلات أو المنظمات الإنسانية لسجناء «حماس»، ما دامت تمنع مثل هذه الزيارات عن شاليط.


أفادت صحيفة «هآرتس» أمس أن المشاورات بين قادة «حماس» بشأن إطلاق الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط تجري أساساً في مقر المكتب السياسي للمنظمة بقيادة خالد مشعل. وأشارت إلى أن «مشعل هو الذي يطرح الخط الأكثر تصلباً للمفاوضات الآن. وفي المقابل تبدو قيادة الحركة في القطاع أكثر ليونةً، إذ يُتوقع أن تؤدي صفقة شاليط إلى رفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع، وفتح متدرّج للمعابر».