خاص بالموقع - القاهرة ـ الأخبارتعادل بطعم الهزيمة، ربما كان هذا هو لسان حال مكرم محمد أحمد نقيب الصحافيين المصريين الذي لم يفلح، رغم الدعم الحكومي، في حسم نتيجة الانتخابات التي جرت أول من أمس على منصب النقيب من الجولة الأولى. وبات على مكرم أن يخوض جولة ثانية، يوم الأحد المقبل، أمام منافسه مرشح التغيير ضياء رشوان.
وأعلن رئيس محكمة جنوب القاهرة ورئيس اللجنة المشرفة على انتخابات النقابات المهنية، المستشار محمد السيد، إعادة الانتخابات على المنصب لعدم حصول أي من المرشحين السبعة على نسبة 50 في المئة + 1 من عدد الأصوات الصحيحة، حيث حصل مكرم على 1497 صوتاً مقابل حصول رشوان على 1458 صوتاً. ويبلغ عدد أعضاء الجمعية العمومية المسدّدين لاشتراكات النقابة الذين لهم حق التصويت في الانتخابات 5416 عضواً يتوزعون على 20 لجنة انتخابية في مقر النقابة بالقاهرة، فيما يبلغ عدد الأعضاء في الإسكندرية 109 أعضاء يدلون بأصواتهم في لجنة انتخابية واحدة.
وكان عدد كبير من مؤيّدي المرشحين قد احتشدوا أمام مبنى محكمة جنوب القاهرة الابتدائية لمعرفة نتيجة الانتخابات التي دخلتها الحكومة تحت عباءة النقيب السابق. إلا أن السلطة لم تنجح في إغواء الجماعة الصحافية، سواء بالحديث عن مشروع سكني وهمي أو بدل نقدي لا يزيد على حوالى 15 دولاراً أميركياً.
في المقابل، لم يكن للمنافس رشوان سوى شعارات النزاهة واسترداد النقابة من قبضة الحكومة التي لطالما هيمنت عليها عبر مرشحيها، وهو ما عبّر عنه لحظة إعلان النتيجة بعدما دعا إلى استمرار حالة الاستنفار، الأحد القادم، للحصول على استقلال النقابة وتحقيق التغيير المنشود.
ويعتقد البعض أن ما حدث هو بروفة مصغّرة لمعركة الانتخابات التشريعية والرئاسية التي سيخوضها المصريون عام 2011، عقب انتهاء فترة الولاية الخامسة للرئيس حسني مبارك.
وثمة من يشير إلى أن معركة نقابة الصحافيين بلورت أيضاً الخلافات الحادة بين الحكومة وجماعة الإخوان المسلمين التي ينظر إليها على أنها من أكبر جماعات المعارضة المناوئة لسيناريو التوريث وخلافة السلطة.
وبذكاء سياسي، حرص رشوان على إبعاد نفسه عن الحلقة الضيقة للإخوان، وقدم برنامجه على أنه برنامج الجميع دون النظر إلى أية هوية سياسية، وهي تهمة لم ينجح مؤيّدو مكرم في إلصاقها به.
ولم يخل المشهد الانتخابي في شارع عبد الخالق ثروت، وسط القاهرة، حيث مقرّ النقابة المصرية، من الظلال السياسية. ورأى راديو إسرائيل أن نتيجة الجولة الأولى بالتعادل بين مؤيّد التطبيع النقيب السابق ومعارضه رشوان، تعني قوة المعارضين للتطبيع مع إسرائيل.
وأشارت الإذاعة العبرية إلى زيارة مرشح الحكومة إلى إسرائيل أكثر من مرة، بل وشكره للسفير الإسرائيلي من قبل، في واحدة من مقابلاته مع الرئيس عرفات.
وحذرت من قوة المعارضة وانتصارها في انتخابات الإعادة الأحد المقبل، وخاصة أن هذا يعني قوة المعارضة للتطبيع والتعاون الصحافي المصري أو العربي مع إسرائيل.