خاص بالموقع - القاهرة ـ الأخبارحسم الرئيس المصري، حسني مبارك، موقفه رسمياً، للمرة الأولى، من ملف العلاقات المتوترة مع الجزائر، بعدما أكد خلال افتتاحه مشروعات محلية في محافظة المنيا، رفضه وجود مشاكل معها بوصفها دولة عربية شقيقة، مشيراً إلى أن عمق العلاقات بين البلدين لا تهزّه بعض الأحداث العارضة.
وبهذا يكون الرئيس مبارك قد اتخذ موقفاً مخالفاً لرغبة ولديه علاء وجمال اللذين سبق أن طالبا بطرد السفير الجزائري من القاهرة احتجاجاً على معلومات عن تعرض مشجعين مصريين لاعتداءات من مشجعي الفريق الجزائري عقب مباراة كرة القدم المثيرة للجدل التي جمعت بين البلدين في السودان يوم 18 من الشهر الماضي.
وجاءت تصريحات مبارك في وقت يشن فيه الإعلام الرسمي حملة انتقادات عنيفة على الجزائر، موجهاً غضبه إلى الرئيس والحكومة هناك.
وفي ما بدا أنه محاولة لإعادة الأمور إلى طبيعتها بين البلدين، عاد معظم مديري الشركات المصرية العاملة في الجزائر إلى مواقعهم لترتيب رجوع العمال المصريين الذين غادروا الجزائر عقب أحداث الخرطوم إلى عملهم وضمان انتظام سير العمل بمشروعات تلك الشركات، بما يسمح بإنجاز أعمالها في الآجال المحددة لها.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط، عن القائم بالأعمال بالإنابة في السفارة المصرية في الجزائر، هشام عبد الوهاب، قوله إن السفارة تتابع وصول أعداد من العمال المصريين العاملين بالشركات المصرية ممن غادروا الجزائر حيث استأنف العمال المصريون عملهم في مواقعهم إلى جانب أشقائهم الجزائريين بروح الأخوة السائدة بين الشعبين.
وقال عبد الوهاب إنه توالت عودة مديري الشركات المصرية إلى الجزائر عقب عيد الأضحى المبارك لترتيب عودة العمال المصريين، لافتاً إلى أن السلطات الجزائرية تبدي تعاوناً كبيراً في كل ما يختص بشؤون الجالية المصرية في الجزائر، وتبدي استعداداً طيباً لتيسير سرعة استئناف الشركات المصرية العمل في المشروعات التي تنفذها في الجزائر.
وأوضح أن العمل لم يتوقف في عدد من مواقع العمل التابعة لشركات مصرية عاملة في الجزائر خلال الفترة الماضية، حيث فضل العمال المصريون البقاء في الجزائر خلال عيد الأضحى ومواصلة العمل مع أشقائهم الجزائريين.
يشار إلى أن عدد الشركات المصرية العاملة في الجزائر يصل إلى 47 شركة، ويبلغ عدد العمال المصريين فيها نحو ستة آلاف عامل، فيما يبلغ العمال الجزائريون فيها نحو ثلاثة آلاف عامل جزائري.
وفي السياق، كان وزير البترول المصري، المهندس سامح فهمي، قد التقى أمس مجدداً نظيره الجزائري شكيب خليل، الذي يزور مصر حالياً على رأس وفد كبير لحضور اجتماعات مؤتمر منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، حيث بحثا تأسيس شركة مشتركة بين مؤسسة سوناطراك الجزائرية والهيئة المصرية العامة للبترول والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية، تعمل في مجال البحث عن البترول والغاز في مصر والجزائر ودول الشرق الأوسط وأفريقيا.