خاص بالموقع- على أثر دعوته خلال مؤتمر للحاخامات في القدس المحتلة، أمس، إلى فرض قوانين الشريعة اليهودية في الدولة العبرية، طالب سياسيون ومسؤولون في جهاز القضاء وزير العدل يعقوب نئمان بالاستقالة من منصبه.وبثت الإذاعات الإسرائيلية اليوم مقاطع من خطاب نئمان، وهو بروفيسير في القانون، قال فيها إنه «سوف ندخل لدى مواطني إسرائيل خطوة بعد خطوة قوانين التوراة، ونحوّل الشريعة اليهودية إلى القانون الملزم في الدولة».
وبعد الانتقادات الشديدة ضده، نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن نئمان توضيحه أنه لم يقصد بأقواله بأن تُستبدل قوانين الدولة بقوانين الشريعة اليهودية «ليس بطريقة مباشرة ولا بطريقة غير مباشرة».
وعقّبت رئيسة حزب «كديما» والمعارضة تسيبي ليفني قائلة إن «فكرة استبدال القانون الإسرائيلي بشرائع التوراة هي فكرة ستعيدنا إلى الفترة التي كنا نتحدث فيها بمصطلحات دولة الإكراه الديني».
وأضافت ليفني، خلال مقابلة أجرتها معها إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن «أقوال وزير العدل يجب أن تقلق كل مواطن تهمّه الدولة وقيمها الديموقراطية، وأنا مؤمنة بأن مميزات الدولة كدولة يهودية بإمكانها أن تدمج القيم والتراث من دون فرض طريقة القانون، ومن دون المس بالأفراد، ومن خلال تخفيف إجراءات التهويد».
ودعا عضو الكنيست يعقوب إدري من حزب «كديما» إلى إقالة نئمان، فيما رأى رئيس حزب ميرتس، عضو الكنيست حاييم أورون، أنه «لَأمر مؤسف أن يتنكّر وزير العدل للقيم الأساسية لدولة إسرائيل». كذلك دعا عضو الكنيست، محمد بركة، من الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة إلى إقالة نئمان، وقال إن «أقواله تمثّل خطراً على الديموقراطية».
ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني عن مسؤولين كبار في الجهاز القضائي قولهم إنه «لا يمكن أن وزير عدل في حكومة إسرائيل، وهي حكومة ديموقراطية، يدلي بأقوال كهذه، أمّا المرور عليها بهدوء فهذه مقولة قاسية، وتعيدنا عشر سنوات إلى الوراء، وإذا كان الوزير يفكر بهذه الطريقة فإنه لا يمكنه تولّي منصب وزير في دولة إسرائيل».
وقال مسؤولون في وزارة العدل إنه «إذا كان الوزير نئمان يقصد ما قاله فإن على الوزير أن يعتذر، ويدرك حجم الضجة التي أثارها».
في المقابل، وجد قانون نئمان تأييداً في بعض الأوساط، وقال رئيس كليّة «شعاريه مشباط» الحقوقية، الدكتور أفيعاد هكوهين، أنه «ينبغي الترحيب بأقوال نئمان، فرؤيا أنبياء إسرائيل هي جزء مركزي في وثيقة استقلال إسرائيل، وقيم الحرية والعدل والاستقامة والسلام في القانون العبري وتوراة إسرائيل، وتعكس كون دولة إسرائيل دولة يهودية، وقد أدلى قضاة كبار بأقوال بهذه الروح، ويجدر ألّا تبقى في مجال الخطابة، بل أن تطبَّق».

(يو بي آي)