بغداد ـــ الأخباروطالب رئيس الوزراء مجلس القضاء الأعلى وهيئة رئاسة الجمهورية بالتصديق على أحكام الإعدام لتنفيذها بحق المجرمين «لتكون رادعاً لهم وأسلوباً للمعاقبة». كما ناشد «المجتمع الدولي ودول الجوار ودول العالم التي دانت هذه العمليات، بأن تتحول هذه الإدانة إلى مواقف حقيقية بالدعم والإسناد والمواجهة وتضييق الخناق على الإرهابيين من أي جهة جاؤوا».
وفيما حذّر المالكي من «سقوط الهيكل فوق رؤوس الجميع»، ومن استخدام الوضع الأمني في الدعاية الانتخابية، لمّح المدير العام لمكافحة المتفجرات اللواء جهاد الجابري إلى تورط سوريا والسعودية وغيرها من دول الجوار بالتفجيرات التي أوقعت 127 قتيلاً و500 جريح أول من أمس.
وقال الجابري، في مؤتمر صحافي، «إنها مفرقعات نظامية أتت من الخارج ولا يمكن تصنيعها في بغداد، والبعثيون هم الذين فعلوها بالتعاون مع تنظيم القاعدة، وقد ساعدتهم دولة مجاورة، وهذه تحتاج إلى أموال ودعم كبير جداً من سوريا أو السعودية أو غيرها».
وأوضح الجابري أن «تفخيخ سيارة صغيرة يحتاج إلى مئة ألف دولار، لكن السيارات المفخخة في تفجيرات الثلاثاء كانت حافلات نقل صغيرة، والمفرقعات باهظة الثمن وقوة مادة سي 4 الانفجارية أكثر من تي أن تي». ودان «آمري الوحدات العسكرية بعدم استخدام الأشخاص المؤهلين في حواجز التفتيش».
في هذا الوقت، كشف قائد قوات حرس الحدود العراقية ـــــ السورية، العميد الركن حقي إسماعيل الفهداوي، عن اعتقال أكثر من 130 متسللاً ومهرباً قدموا من الأراضي السورية إلى بلاد الرافدين خلال الشهر الماضي، مؤكداً أنّ قواته انتهت من حفر خندق بين البلدين يصل طوله إلى أكثر من 149 كيلومتراً وبعمق 3 أمتار وعرض مترين، لصدّ أي محاولات تسلل مستقبلية قد تسبق إجراء الانتخابات العامة المقررة في آذار المقبل.
كذلك تواصلت ردود الفعل السياسية، التي ركّزت على ضرورة محاسبة المسؤولين السياسيين والأمنيين عن الوضع الأمني، بالتزامن مع تأكّد نبأ حضور المالكي ووزير داخليته جواد البولاني وكل أركان الحكومة، جلسة المحاسبة التي سيجريها البرلمان.
واستكملت الحكومة حملتها للتخفيف من فشلها الأمني، عندما أشار المتحدث باسم خطة أمن بغداد اللواء قاسم عطا إلى أن 77 قتلوا في شتى أنحاء العاصمة العراقية من جراء التفجيرات الأربعة، وليس 127، وهو الرقم الذي سبق للمصادر الحكومية، الأمنية والصحية، أن أعلنته.
شعبياً، سادت أجواء من الغضب والحزن في الشارع العراقي. وبينما كان عشرات المواطنين يتسلمون جثث أقاربهم من مشرحة مستشفى في بغداد، اصطف آخرون داخلها للتبرع بدمائهم لإنقاذ المصابين.