علي حيدروجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، صفعة جديدة لعملية التسوية بقراره رصد موازنات خاصة للمستوطنات المعزولة في الضفة الغربية لإرضاء المستوطنين. ووزع خريطة جديدة للبلدات التي ينبغي تفضيلها في تخصيص الموازنات بحجة أنها «مناطق الأولوية القومية»، وتضم عدداً كبيراً من المستوطنات مثل ثل كريات أربع، وألون موريه، وإيتمار، وعمانويل وتاكوع، على أن تقرّ الحكومة خطة نتنياهو في جلستها الأسبوعية الأحد المقبل. ورغم تأكيد المقربين من نتنياهو بأن الاعتبارات الأمنية هي وراء هذا القرار، إلا أن من الصعوبة فصله عن محاولة رئيس الوزراء احتواء اعتراضات المستوطنين وتحركاتهم الاحتجاجية.
وفي هذا الإطار، كشفت وسائل الإعلام الاسرائيلية عن أن نتنياهو أمر مدير مكتبه، اياي غباي، بضم سلسلة من المستوطنات في الضفة الغربية، رغم أن معظمها مستوطنات معزولة موجودة خارج الكتل الاستيطانية التي تخطط إسرائيل لضمها في تسوية الحل الدائم مع الفلسطينيين.
ووفقاً للخطة، سيكون كل وزير مطالب في مجال مسؤوليته، بتقديم تحفيزات للبلدات التي ترد في القائمة، على أن يتم استثناء مستوطنات الضفة من الامتيازات في مجال الإسكان خلال فترة التجميد المؤقت من عشرة أشهر التي كان المجلس الوزاري قد قررها.
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية استمع، أول من أمس، إلى تقارير أمنية قدمها عدد من رؤساء الأجهزة الأمنية والاستخبارية تمحورت حول سعي السلطة الفلسطينية إلى فرض تسوية سياسية «من أعلى» على إسرائيل بواسطة المجتمع الدولي.

بن اليعزر: عباس ضعيف والبرغوثي هو الوحيد الذي بالإمكان صنع سلام معه

وأوضح المسؤولون أنه في موازاة ذلك تنشط السلطة الفلسطينية وفقاً لخطة رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض المتمثلة بتنفيذ إصلاحات شاملة في مؤسسات الحكم، وخصوصاً في قوات الأمن والجهاز المصرفي. وهو ما دفع نتنياهو لمهاجمة السلطة الفلسطينية، متهماً إياها بأنها «تبنّت استراتيجية رفض إجراء مفاوضات مع إسرائيل من أجل الامتناع عن التوصل إلى التسويات التي تطالبها بها إسرائيل والولايات المتحدة والمجتمع الدولي».
وكان لافتاً خلال الاجتماع، الدعوة التي أطلقها وزير الصناعة والتجارة والتشغيل، بنيامين بن إليعزر، لإطلاق سراح القيادي في حركة «فتح» الأسير مروان البرغوثي من السجن الإسرائيلي. وقال، وهو يضرب بيده على الطاولة، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «ضعيف» وإن «البرغوثي هو الوحيد الذي بإمكانه أن يكون زعيماً، وبالإمكان صنع سلام معه فقط».
وقالت «هآرتس» إن قادة جهاز الأمن الذين شاركوا في اجتماع الكابينيت تحفّظوا على دعوة بن اليعزر.