قال وزير الاتصالات شربل نحّاس إن الرحلة ليست سهلة من اقتصاد ريعي استتباعي الى اقتصاد إنتاجي يرسي هيبة الدولة عبر أداء مهمّاتها تجاه المواطنين، وأشار الى أن «خلق فرص العمل وبناء المجتمع، هما غايتان متلازمتان، تمثّلان قاعدة لمحاولة متكررة سمحت لها الظروف بإمكان التجدد اليوم، على أمل أن نصل الى نتيجة، وهي إنهاض لبنان على أسس راكزة لا يكون فيها قوام الاقتصاد هجرة الشباب وقيام المجتمع مبنياً على التوفيق بين كيانات مجتمعية هي دون مستوى كيان الدولة».وكان نحاس يتحدّث في حفل إطلاق مشروع المعلوماتية وإدارة الاعمال لمركز الامتياز، بدعوة من المنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات (إجمع) وبالتعاون مع منظمة مرسي كور وبلدية برج البراجنة، وبتمويل من جمهورية ألمانيا الاتحادية.
ورأى نحّاس أن التعامل في مجال المعلوماتية والاتصالات تعامل معقد، وما زال من الصعب تمييز الحيز الذي لا بد من إيلائه للمؤسسات الخاصة لكونه عملاً تجارياً يعطي مُدخلات لقطاعات أخرى، وحيّز عام يتحمل مسؤولية المنافع الخارجية التي يصعب تقديرها سلفاً، ويصعب الاتكاء بالتالي على استثمار فردي لأن مردودها متوزّع على مختلف الفئات والشرائح ويصعب جمعه في إيراد تجاري.
وقال «نحن في لبنان راكمنا تأخراً هائلاً في مجال المعلوماتية والاتصالات، وهذا التأخر يعود الى حد كبير الى عدم وضوح الحدود بين الحيّز الخاص والحيز العام، لا بل راكمنا خلال الفترات الماضية ترتيبات ضرورية عديدة تحولت الى أوضاع ثابتة، فجعلت الاوضاع بمجملها تستقر على توازن صفته الاساسية تدني الإنتاجية والفعالية، وتحوّلت المعلوماتية والاتصالات الى مطرح ضريبي بارز بين المطارح الضريبية لتمويل العجز العام والدين.
وأضاف نحّاس إن النية هي السير في اتجاه هيكلة هذا القطاع بالسرعة الممكنة، لكن الهيكلة تعني تفكيك أوضاع قائمة، وهذا التفكيك لو كان سهلاً لما حصل التعقيد أصلاً. وفي المقابل سوف يُنفذ على نحو منفصل عدد من التسهيلات والتجهيزات التي يفترض ان تسمح بتوفير خدمات الحزمة العريضة، إن لم يكن لتغطية كل بقعة في لبنان، فأقله لتغطية 90% من سكانه خلال سنة 2010. ورأى أن السير قدماً بالهيكلة وبالتجهيز ضروري «كي نوفق بين الاهم والاكثر إلحاحاً».
(الأخبار)