... وأخيراً، وُضع حجر أساس مشروع تأهيل البنى التحتية في مخيم برج البراجنة. رحب الأهالي بالانطلاقة، ولكنهم لن يصدقوا حتى يروا «الجرافات ع الأرض»
قاسم س. قاسم
«سنسير الآن في المخيم. بالتأكيد لن تروا خيماً أو بيوتاً من الصفيح، لكنكم ستعاينون كيف يعيش 20 ألف فلسطيني في هذه الرقعة الضيقة». بهذه العبارة، استقبل مدير منطقة بيروت الوسطى محمد خالد وفد السوق الأوروبي المشترك الذي حضر إلى المخيم للمشاركة بوضع الحجر الأساس لمشروع إعادة تأهيل البنى التحتية لمخيمي برج البراجنة ومار الياس. ربما لم تكن تلك العبارة من ضمن النشاط، ولكن كان لا بد من إطلاع الوفد الأجنبي على أوضاع اللاجئين هنا. وربما لهذا السبب أيضاً، استغل خالد المناسبة للقيام بجولة «سياحية» في أزقة المخيم للوفد قبل الوصول إلى مكان إزاحة الستار عن المشروع في جورة التراشحة الذي تم الأسبوع الماضي. الوفد ضمّ المدير العام للأونروا سلفاتوري لومباردو ووماركوس كورنارو مدير منطقة أوروبا وجنوب المتوسط والشرق الأوسط وسياسة الجوار في مكتب التعاون التابع للمفوضية الأوروبية، إضافة إلى رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان باتريك لوران.«كزدورتهم كانت مقصودة، ليعاينوا الوضع المعيشي للناس»، يقول خالد. أول ما لفت نظرهم كان «تعانق» الأسلاك الكهربائية وخراطيم المياه في فضاء المخيم! ما دفع بأحدهم إلى القول إن «المخيم بحاجة إلى تمويل مشروع لإعادة ترتيب الأسلاك الكهربائية أيضاً». هكذا، بدا المنظر الذي اعتاده سكان المخيم، غريباً لمن يدخل المكان للمرة الأولى، لذلك عمل أصحاب «الزيارة الأولى» على توثيق هذه اللحظات من خلال التقاط الصور بهواتفهم. وصل الوفد إلى «الجورة». هناك، وبرغم غزارة الأمطار كان أبناء المنطقة ومسؤولو الفصائل واللجان الشعبية في المخيم ومنطقة بيروت بانتظارهم. كان الفرح بادياً على وجوههم. لكنّ ثمة خوفاً في عيون البعض، أحدهم لعب دور «توما» المشكك والذي لم يغره مشهد إزاحة الستار عن الحجر الأساس. يريد «توما» الذي رفض الإفصاح عن اسمه مشهداً آخر «أن نرى الجرافات تبدأ بالحفر في المخيم». يعلّق زميله قائلاًَ: «الحجر وشفناه، أمتين رح يبدا الشغل؟». ينتهي مشهد إزاحة الستار. تُلتقط الصور التذكارية، بعدها ينتقل الجميع إلى مدرسة البيرة على باب مخيم البرج، حيث سيلقي لومباردو وكورنارو كلمتي الافتتاح. يصل الوفد إلى المدرسة. يعتلي لومباردو المنبر المنصوب تحت ألواح «زينكو»، فيؤكّد للأهالي أن «المشروع يلي بأهميته إعادة إعمار مخيم نهر البارد، ولم نكن لنجد أفضل من هذا اليوم الماطر لإطلاقه وكأننا اخترناه عن قصد». ويتمنى على الأهالي «توفير الدعم للمساعدة في إتمام المشروع، وخصوصاً أن العمل سيبدأ منتصف الجاري». من جهته، اعتبر كورنارو أن «إطلاق المشروع من المدرسة هو رسالة للأجيال المقبلة بأنهم يملكون الأمل بحياة أفضل، وخصوصاً بعد تضمين البيان الوزاري ضرورة تحسين الحياة المعيشية للاجئين». يتقدم الأهالي من لومباردو سائلين عن إمكانية طرح مشروع ترتيب الأسلاك الكهربائية، بعد وقوع ضحايا كثر بسبب عشوائيتها، فيعدهم بالخير. وفي حديث لـ«الأخبار»، يقول لومباردو إن «المشروع لن ينتهي في البرج، إذ إنه بعد إتمام العمل هنا سيبدأ العمل في مخيم برج الشمالي». وعند سؤاله عن تأثير خفض ميزانية الأونروا على نوعية الخدمات، يجيب بأن «الأونروا لن تقطع خدماتها، فهي تعمل جاهدة للبحث عن متبرعين».