مهدي السيّد وتنطوي تصريحات عوفاديا يوسف على خطورة مضاعفة، في ضوء المكانة السياسية والدينية والشعبية للشخص الذي تصدر عنه هذه التفوهات العنصرية، وفي ضوء توقيتها أيضاً.
من حيث المكانة، الحاخام يوسف هو من أكثر الشخصيات الدينية تأثيراً في إسرائيل، لأنه الزعيم الروحي لحركة «شاس»، والمرجع الديني الأول لليهود الشرقيين، وبالتالي لكلماته تأثير كبير على جمهور اليهود الشرقيين.
أما من حيث التوقيت، فتأتي هذه التصريحات بعد أيام على إضرام المستوطنين النيران في مسجد قرية ياسوف، قرب نابلس، وإحراق نسخ من القرآن، وفي وقت صدرت فيه الكثير من التحذيرات من مغبة تأجيج الحرب الدينية. وهكذا جاءت تصريحات يوسف لتصبّ الزيت على النار، ولتعرّي كل المواقف الرسمية وغير الرسمية في إسرائيل، ولتضع تحدياً جديداً أمام المستويات السياسية والقضائية الإسرائيلية، ذلك أنه إذا كان مفتعلو جريمة إحراق المسجد مجهولين ـــــ وهذا غير صحيح ـــــ فإن كلام يوسف فيه تحريض وشتم لمعتقدات دين آخر، يدين به على الأقل نحو خمس المواطنين في إسرائيل. وما يزيد من خطورة تصريحات يوسف العنصرية، هو أنها ليست المرة الأولى التي يتطرق فيها إلى المسلمين والإسلام بعبارات عنصرية مليئة بالإهانات والشتائم من دون أن يُحرك أحد ساكناً، إذ سبق له أن وصف المسلمين، على سبيل المثال بأنهم كالأفاعي والعقارب.