مع بدء المجلس المركزي لمنظمة التحرير اجتماعاته، التي من المرتقب أن تسفر عن التمديد للرئيس محمود عباس، سعى الأخير إلى التصعيد ضد «حماس»، كاشفاً عن عرضها تمديد الرئاسة والمجلس التشريعي لأربع سنوات، الأمر الذي نفته الحركة
غزة ــ قيس صفدي
أثارت تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله في الضفة الغربية أمس، مزيداً من الخلاف مع حركة «حماس»، بعدما كشف أنه «رفض عرض حماس تمديداً مفتوحاً للرئاسة والمجلس التشريعي يستمر ثلاث أو أربع سنوات»، الأمر الذي نفته الحركة الإسلامية.
وشرح عباس أن «حماس عرضت علينا التمديد من تحت الطاولة وفوقها، فرفضنا ذلك وقلنا ولا أربعة أيام». وشدد في الوقت نفسه على ضرورة أن تجري الانتخابات «من دون تعطيل حماس»، مجدّداً تأكيده أنه «لن يرشح نفسه للانتخابات المقبلة، ولدي خطوات سأقولها في ما بعد».
وفي ما يتعلق بالورقة المصرية، دان عباس «رفض حماس توقيعها»، رافضاً أي «محاولة للبحث عن بدائل». كما اتهم الحركة الإسلامية «بتعطيل تنفيذ صفقة شاليط»، مضيفاً «لا أعلم حكمة هذه المفاوضات. حتى الآن دفعنا 2587 شهيداً و5 آلاف منزل، ولا يزال معظم الذين هدمت بيوتهم في العراء»، نافياً أن يكون لديه تحفظ على إطلاق القيادي في «فتح» المعتقل في السجون الإسرائيلية مروان البرغوثي لأنه يخشى منافسته في الانتخابات المقبلة.
وعن العلاقة مع إسرائيل، أكد عباس «استعداد السلطة الفلسطينية لاستئناف المفاوضات عندما يتوقف النشاط الاستيطاني لمدة معيّنة، ويعترف بالحدود الشرعية (للأراضي المحتلة منذ عام 1967)»، ليعود ويؤكد على «ضرورة الوقف التام للاستيطان». ورأى أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين «نتنياهو لا يعدّ توقّفاً للاستيطان»، معلناً أن «الفلسطينيين سيطالبون بقرار من مجلس الأمن الدولي يعترف لهم بدولة مستقلة بحدود عام 1967، مرجعية للمفاوضات بسبب توقف عملية السلام وتصلّب إسرائيل».
من جهة أخرى، أكد عباس أنه «لا ينكر المذبحة اليهودية، لكنه يطالب بعدم تكرارها بحق الفلسطينيين». وقال «أنتم ذُبحتم. لا تذبحونا مثلما ذُبحتم».
وفي السياق، أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، رئيس دائرة المفاوضات صائب عريقات، أن المجلس المركزي «سيبحث الدور الذي أدّته اللجنة الرباعية في متابعة المفاوضات مع إسرائيل»، موضحاً أنه «كان دون المستوى المطلوب».
ويتوقع أن يقرر المجلس تمديد ولاية عباس والمجلس التشريعي المعطّل لحين إجراء انتخابات، على أن ينهي اجتماعه اليوم.
في المقابل، رد المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، على عباس، نافياً أن تكون الحركة قد عرضت تمديد ولاية الرئاسة والمجلس التشريعي، واصفاً تصريحات أبو مازن بأنها «كاذبة، ولا أساس لها من الصحة»، ومؤكّداً أن «حماس ترى أن ولاية عباس منتهية منذ عام». وشدد أبو زهري على تمسك الحركة الإسلامية «بإجراء الانتخابات واحترام الديموقراطية، شرط أن تجرى الانتخابات وفق توافق وطني، وبعد تهيئة الأجواء المناسبة لها، لا أن تأتي تحت الضغط والانقسام». وأعلن «رفض حماس لأي قرارات يتخذها المجلس المركزي»، واصفاً الأخير بأنه «مؤسسة باطلة وفاقدة للشرعية، وأي قرارات له غير ملزمة للشعب الفلسطيني أو حماس».