أثارت مذكّرة التوقيف البريطانيّة ضد تسيبي ليفني غضباً إسرائيليّاً، دفع لندن إلى التدخل والتعهّد للدولة العبريّة بحل القضيّة، في أعقاب مطالبات إسرائيليّة باستدعاء السفير
علي حيدر
لم تتأخّر الحكومة البريطانية، أمس، في التعهد لإسرائيل بتلبية توقّعاتها منها إزاء أمر القضاء البريطاني باعتقال وزيرة الخارجية السابقة، تسيبي ليفني، بتهمة ارتكابها جرائم حرب، بعدما كاد الأمر يؤدي إلى نشوب حالة توتر بين بريطانيا وإسرائيل وفتح كل الملفات الخلافية بين الدولتين.
وتعهد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند للسفير الإسرائيلي في لندن رون براوشاور، بأن «الحكومة البريطانية ستعمل بكل تصميم من أجل تغيير هذا الوضع الذي لا يحتمل»، مؤكّداً أهمية العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين، كاشفاً عن أن لندن تدرس «طرق تغيير نظامها» القضائي. وشدد على أنه ينوي التحدث الى وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان ومع ليفني من أجل توضيح خطورة هذه الأوضاع بنظره.
بدورها، دافعت ليفني، خلال كلمة لها في معهد الأمن القومي في تل أبيب، عن العدوان على قطاع غزة، واصفة إياه بأنه كان «عملية ضرورية، هدفت الى إعادة قدرة الردع الإسرائيلية ونجحت» في ذلك. وأضافت أن «على إسرائيل أن تفعل ما تراه صحيحاً بالنسبة لها، والمحاكم والتصريحات وأوامر الاعتقال كلها ليست ذات أهمية وهذا هو دور القيادة. وبالنسبة لي كنت سأتخذ جميع القرارات التي اتخذتها من دون استثناء».
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمر المحكمة البريطانية باعتقال ليفني بأنه «سخيف»، مضيفاً أنه «ينظر الى هذا الأمر بخطورة كبيرة». وبطلب من نتنياهو، أوضح مستشار الأمن القومي عوزي اراد، للسفير البريطاني لدى تل أبيب طوم فيليبس، أن «إسرائيل تتوقع من بريطانيا العمل ضد هذه الظاهرة غير الأخلاقية التي تحاول المسّ بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».
بموازاة ذلك، استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية فيليبس، ووبّخته على أمر الاعتقال. وفي محاولة لابتزاز الحكومة البريطانية، أوضح نائب المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية لشؤون أوروبا، ناؤور غيلاؤون، للسفير البريطاني أنه الى حين حل مشكلة الدعاوى وأوامر الاعتقال لن يكون بإمكان المسؤولين الإسرائيليين الرفيعي المستوى الذهاب الى بريطانيا، وهذا ما «سيمسّ بقدرة بريطانيا على أن تكون شريكاً بمسارات سياسية» في المنطقة.
من جهته، رأى وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان أن «حادثة ليفني ودعم بريطانيا للمبادرة السويدية والتوصية بوسم البضائع من المستوطنات والموقف من تقرير غولدستون قضايا لا تبشّر بالخير». وأكد أن «إسرائيل لن تمر مرور الكرام على ذلك، وأن على بريطانيا أن تقرر أي اتجاه تسلك»، مشيراً الى أنه سيعطي توجيهاته «لكل الممثلين في الاتحاد الأوروبي للعمل على تغيير الموقف».
ودعا وزير الدفاع الأسبق والقيادي في حزب «كديما»، شاؤول موفاز، وزير الخارجية الإسرائيلي الى «استدعاء السفير الإسرائيلي في لندن لغرض إجراء مشاورات في القدس». وعقّب نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، سيلفان شالوم، على الأمر نفسه بالقول «جميعنا تسيبي ليفني»، وأنه «حان الوقت لكي ننتقل من الدفاع إلى الهجوم.