خاص بالموقع- رأى مقدسيّون وشخصيات اجتماعية أن المجتمع المقدسيّ كان مغيّباً في احتفالات القدس، عاصمة الثقافة العربية لعام 2009، وأن المشاركة سواء في الاحتفال الافتتاحي أو الختامي اقتصرت على الإعلام. وانطلقت الاحتفالية الرمزية للقدس، عاصمة الثقافة العربية في آذار الماضي، في المدينة المحتلة، بينما كان الاحتفال الرسمي في مدينة بيت لحم.
واختتمت رمزياً الخميس الماضي، في القدس، فيما نُظّمت الاحتفالية الرسمية في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية في اليوم نفسه. وذلك رغم تحذير الشرطة الإسرائيلية، منذ بدء الاحتفالية، من أنها ستمنع أي تظاهرة ثقافية فلسطينية في المدينة. إذ تمنع إسرائيل أي نشاط رسمي فلسطيني في القدس الشرقية، التي يتمسك الفلسطينيون بها عاصمة دولتهم المستقبلية.



من جهته، قال مسؤول ملف القدس في حركة فتح، حاتم عبد القادر، إن «القدس والمقدسيين كانوا مغيّبين طوال العام في الفعاليات، أما الاحتفالية الختامية فكانت إعلامية، ولم يعرف معظم الناس عنها شيئاً».

وأضاف عبد القادر، أنه نتيجة المنع الإسرائيلي، الذي يدفع الكثير من المقدسيين إلى التردد في المشاركة في الاحتفالات العامة، «لم تكن الاحتفالات نفسها جماهيرية، وكان فيها قصور وفشل. عدا عن ذلك، فالقائمون على الاحتفالية أدّوا دوراً وظيفياً أقرب إلى العلاقات العامة، ولم يكن هناك برنامج أو رؤية لدمج المقدسيين أو جعلهم يتفاعلون معه أو بعضهم مع بعض».

ووصف عبد القادر فعاليات الاحتفالية بأنها «منفصلة عن الكتلة الجماهيرية ومعزولة عن الجماهير»، مشيراً إلى أن «المقدسيّين أساساً مُهمَلون ومتروكون ليحاربوا وحدهم عزلتهم وهدم بيوتهم وسحب هوياتهم والغرامات الباهظة، والضرائب وأتعاب المحامين».

وأوضح عبد القادر أن شعبية السلطة الفلسطينية متراجعة في القدس إلى حدّ كبير.

لكن رئيس ديوان الرئاسة، رئيس اللجنة التنفيذية لاحتفالات القدس عاصمة الثقافة العربية، رفيق الحسيني، رأى أن الاحتفالية حققت نجاحاً كبيراً، رغم إجراءات الاحتلال وممارساته، التي حالت دون إقامتها في القدس، على اعتبار أن مثل هذه الاحتفالية ترمز إلى «سيادة فلسطين على القدس».



وكانت مجموعة كشفية قد سارت الخميس الماضي في القدس القديمة، فيما عُزف النشيد الفلسطيني باتجاه تجمّع ضمّ نحو 150 شخصاً عند باب العمود، المدخل الرئيسي للقدس القديمة.

وتدخلت الشرطة الإسرائيلية وفرّقت التجمع الذي رأت أنه غير قانوني بالقوة، واعتقلت ما لا يقل عن 12 مواطناً وسحبت هويات آخرين، حسبما ذكر مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية.

ولم يسلم المركز الثقافي الفرنسي في القدس الشرقية، الذي أحيا فعالية في إطار الفعاليات الختامية من إجراءات الشرطة الإسرائيلية. فقد طوّقته لمدة ساعة ودققت في هويات الداخلين إليه.

وانتهت الفعاليات تاركة شعوراً بالتغييب والمرارة لدى المقدسيين. وعبرت الناشطة الاجتماعية، آمال القاسم، عن استيائها بقولها «القدس كانت مغيبة في احتفاليتها، هذه خسارة كبيرة وعار كبير».

وأضافت آمال، التي تعيش في حيّ الشيخ جراح، المهدد سكانه بطردهم من بيوتهم، «أنا نفسي لم أبلغ بالحدث، وما جرى الخميس كان أصغر بكثير مما تستحق المدينة. لقد كانت خطوات صغيرة صوّرت على أنها انتصارات كبيرة. مواضيع كثيرة لم تُولَ اهتماماً، ولم يجر الحشد لها»، مشيرة إلى أن القائمين على الفعاليات «لم يعطوا للأدباء أو الشعراء أو الصحافيين أو السياسيين حقهم في هذه النشاطات»، التي أرادوا إعطاءها طابعاً رسمياً.

من جهته، قال رئيس رابطة المسرحيين، عماد متولي «لقد تصرّف القائمون على الاحتفالية في المدينة بتكتم. هذه احتفالية يفترض بها أن تكون عامة وجماهيرية، هذا ليس عملاً عسكرياً فردياً ليتعاملوا معه بهذا الشكل. أنا لا أفهم كيف يكون احتفال في مدينة ويكون سرياً. كأن قيام أطفال بإطلاق بالونات ملوّنة عملية عسكرية».

وأكد «قبل أن تعترف إسرائيل بمنظمة التحرير بموجب اتفاقات أوسلو (1993) كانت النشاطات في القدس أكبر».

وأضاف «لم يبلّغ الناس بهذه الفعالية. ولم تكن هناك خطط مدروسة، ولم يتعاملوا مع المواضيع كوحدة قائمة وإنما بشكل فردي، فانتفى دور الجماعة وهذا خلل كبير».

(أ ف ب)