خاص بالموقع- أعلن الموقع الإلكتروني «26 سبتمبر» التابع لوزارة الدفاع اليمنية، أمس الأحد، أن قائد التمرد في شمال اليمن، عبد الملك الحوثي، أصيب بجروح بالغة واضطر إلى تسليم قيادة التمرّد لصهره، يوسف المداني، فيما تحدث مصادر يمنية عن مقتل 49 مدنياً في الغارة التي نفذتها القوات اليمنية، الخميس الماضي، على معسكر تدريب لتنظيم القاعدة في منطقة المعجلة.
وقال الموقع الإلكتروني التابع لوزارة الدفاع اليمنية، نقلاً عن مصادر في صعدة، إن قصف القوات الحكومية لمعاقل التمرّد في صعدة أجبر «الإرهابي عبد الملك الحوثي وعدداً من القيادات التي كانت إلى جواره في منطقة مطرة على مغادرتها والانتقال إلى منطقة أخرى» قد تكون منطقة حيدان.

وذكر الموقع أن الحوثي «يعاني حالياً من إصابات بالغة بعد نجاته من قصف كاد أن يودي بحياته، ما جعله يوكل مسؤولية قيادة من بقي من عناصره إلى صهره الإرهابي يوسف المداني».

وأشار الموقع إلى أن عناصر التمرد يعيشون حالة «من الفوضى والتشتت بعد الضربات الموجعة التي تلقتها (العناصر) وبخاصة في منطقتي مطرة وضحيان، اللتين جرى فيهما تدمير مقار القيادة ومخازن الأسلحة والمؤن والوقود وورش صناعة الألغام والمتفجرات».

من جهة ثانية، أكدت مصادر سياسية وقبلية اليوم أن 49 مدنياً، بينهم 23 طفلاً، لقوا حتفهم في الغارة التي نفذتها القوات اليمنية الخميس الماضي على معسكر تدريب لتنظيم القاعدة في منطقة المعجلة في محافظة أبين جنوب شرق اليمن، فيما ذكرت السلطات أن الغارة على المعجلة أدّت إلى مقتل 30 عنصراً من القاعدة، بينهم أجانب، وخصوصاً سعوديون.

وقال مسؤول محلّي من مديرية المحفد التي تتبع لها منطقة المعجلة إن الغارة «التي لم تميّز بين شخص وآخر أدّت إلى مقتل 49 مدنياً بينهم 23 طفلاً و17 امرأة».

من جانبه قال مسؤول من قبيلة الكازم إن «49 مدنياً لقوا حتفهم»، مشيراً إلى أن القتلى ينتمون إلى قبيلته.

وأوضح المصدر القبلي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «القاعدة قررت أن تقيم مخيّماً للتدريب على أرض نصب عليها هؤلاء البدو الرحّل خيمهم، وقد رأت القوات الحكومية أن البدو يؤوون مقاتلي القاعدة».

وفي سياقٍ متصل، أعلنت الداخلية اليمنية تعزيز الإجراءات الأمنية حول المرافق العامة والمنشآت الحيوية والمصالح الأجنبية في عموم المحافظات وفي العاصمة صنعاء. وأكدت مصادر في وزارة الداخلية أن الخطوة تأتي تحسباً لعمليات انتقامية قد يشنّها تنظيم القاعدة ردّ فعل على عملية «أرحب ـ أبين».

وتزامن تشديد الإجراءات مع كشف صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، أن الولايات المتحدة قدمت عتاداً عسكرياً ومعلومات استخبارية و«دعماً آخر» للقوات اليمنية التي هاجمت مخابئ يشتبه في أنها تابعة للقاعدة، الأسبوع الماضي.

واستشهدت الصحيفة بمسؤولين على علم بالعمليات قالوا إن المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة وأقرها الرئيس باراك أوباما كانت بناءً على طلب من الحكومة اليمنية. وقالت الصحيفة إن الدعم استهدف مساعدة اليمن على منع القاعدة من شنّ هجمات على أهداف أميركية وأهداف أجنبية أخرى داخل حدوده.

وأبلغ مسؤولون أميركيون الصحيفة أن بعض الضربات على معسكرات الإرهاب المشتبه فيها في اليمن نفذتها قوات محلية فقط، في إشارة إلى عدم مشاركة الطائرات الأميركية.

وقد حذرت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني في اليمن، اليوم، من أن الأزمة العامة التي تعصف بالبلاد أصبحت تنذر بكارثة تدفع نحو الانهيار.

وقال بيان صادر عن الاجتماع الدوري للجنة التي يرأسها وزير الخارجية السابق محمد سالم باسندوه «إن الأوضاع التي وصلت إليها البلاد أكدت صوابية وصدقية رؤية الإنقاذ التي أعلنتها اللجنة التحضيرية».

ودعت اللجنة إلى «عقد مؤتمر وطني عام تشارك فيه كل إطراف الحوار وينتهي إلى حلول ملزمة تخرج اليمن من هذه الأزمة الطاحنة».

وشددت اللجنة على ضرورة الاستجابة لمطالب ودعوات وقف الحرب في صعدة واللجوء إلى الحلول السلمية.

ودعت طرفي النزاع، أي الحكومة والحوثيين، إلى «تجنيب الأشقاء دخولهم طرفاً في الحرب، مطالبة السلطة بالعمل على منع تصدير مشاكل اليمن إلى دول الجوار»، في إشارة إلى السعودية التي طالبتها اللجنة بالوقوف على مسافة واحدة من أبناء اليمن كافة.

(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)