علي حيدرفي خطوة تنطوي على الكثير من التساؤلات عن خلفياتها وأهدافها، سرّب الجيش الإسرائيلي وثيقة تتضمن تفاصيل خطته في تطبيق تعليمات الحكومة لتنفيذ قرار الحكومة بتجميد البناء في المستوطنات لمدة عشرة أشهر. وأشارت الوثيقة إلى أنه خلال المرحلة الأولى من الخطة، التي ستستمر لمدة أسبوعين، سيُدّقَّق في عملية تعليق البناء وتكرس لرسم الخرائط وتوزيع أوامر التجميد، على أن تُهدَم في المرحلة الثانية مبانٍ بُنيَت على نحو غير قانوني. لهذه الغاية، خُصِّصت كل وحدات حرس الحدود في منطقة الضفة الغربية وغلاف القدس، كذلك خُصِّصت محافل من الاستخبارات والشاباك والشرطة وضباط الدفاع المناطقي، إضافة إلى تجنيد سلاح الجو لمهمة التصوير عبر الطائرات من دون طيار والمروحيات. وفي حال فشل محاولات الحوار لإخلاء المباني غير القانونية، فإن المستوطنة التي تجري فيها عمليات الهدم ستُعزَل وسيُبعَد الصحافيون عنها وسيوقف عمل شبكات الهواتف الخلوية لمنع المستوطنين من استدعاء نشطاء لعرقلة عمل القوات.
ولفتت الوثيقة إلى أنه ستُوزّع القوات بين دائرتين، داخلية وخارجية، على أن يكون في الدائرة الأولى قوات للشرطة وحرس الحدود من دون أي وجود لجنود الجيش. وفي الدائرة الخارجية، سيكون جنود الجيش مستعدين للتدخل في حال نشوب مواجهات مع الشرطة واستخدام القوة مع خارقي النظام. ووفقاً لما هو مقرر، سيكون هناك بنك أهداف يمنح القيادة مرونة في الميدان. وتميز وثيقة الجيش بين المستوطنات التي سبق أن تمردت ومارست أعمالاً مخلة، وتلك التي يقطنها عناصر «شبيبة التلال»، المعروفين بالتطرف، الذين يتوقع أن يعارضوا أعمال الإخلاء. كذلك فإن الوثيقة تتوقع تنفيذ اعتداءات على الفلسطينيين.
وحددت الوثيقة مبادئ مركزية للعملية تتضمن «مساعي الحوار والشرح بوصفها وسائل مركزية، والامتناع عن الانجرار إلى الاستفزازات»، واعتماد تكتيك نقل مسبق للمعلومات عن المباني المرشحة للهدم لرؤساء المستوطنات لمنحهم الوقت للاستعداد القانوني.
وحذر وزير الدفاع، إيهود باراك، المستوطنين من مواجهة محتملة في أنحاء الضفة الغربية، مؤكداً أن «كل ما هو مطلوب من قادة المستوطنات والمستوطنين هو تنفيذ قرار الحكومة في ما يتعلق بتجميد البناء الجديد لفترة محددة، وبهذه الطريقة يجري تفادي الحاجة إلى استخدام القوة والاحتكاك مع القوات الأمنية». في المقابل، رأى المستوطنون، في بيان، أن الخطة العسكرية تحوّل باراك إلى «مجرم حرب».


ردّت لجان المستوطنين على خطة الجيش بالقول إن «خطة الحرب التي بلورتها المؤسسة الأمنية تحوّل إيهود باراك إلى مجرم حرب بدعم تام من بنيامين نتنياهو، الذي سمانا بسخرية إخوة. وباراك يهدر المليارات من أموال شعب إسرائيل لدفع مكانة اليسار الإسرائيلي. ونحن سنكافح من دون حلول وسط الأعمال الإجرامية لباراك، وسنواصل بناء بلدنا»