span class="timestamp2">خاص بالموقع - يواجه الزوّار المسيحيون الوافدون إلى بيت لحم هذا الأسبوع للاحتفال بمولد السيد المسيح جداراً إسمنتياً فيه أبراج مراقبة بنته إسرائيل بين مدينة القدس القريبة وكنيسة المهد. وفي رسالة لتذكير العالم بوجود الجدار العازل الإسرائيلي الذي يصل ارتفاعه في بعض المناطق إلى ثمانية أمتار، قالت منظمة التحرير الفلسطينية إن الجدار يرمز إلى «عيد ميلاد بلا أمل» بالنسبة إلى المدينة الواقعة في الضفة الغربية المحتلة، التي تعوق الحياة الطبيعية فيها وتقسمها إجراءات الأمن الإسرائيلية. وجاء في الرسالة أيضاً، إنه للمرة الأولى في تاريخ المسيحية على مدى 2000 عام ستصبح بيت لحم منفصلة عن القدس بعد استكمال بناء الجدار الإسرائيلي في الجزء الشمالي من المدينة، التي ولد فيها السيد المسيح.
من جهته، رأى بطريرك اللاتين في الأراضي المقدسة، الأردني فؤاد الطوال، أن الإسرائيليّين يعيشون في ظل خوف هائل يمنعهم من اتخاذ قرارات شجاعة لإنهاء الصراع.
وأكد في خطابه السنوي بمناسبة عيد الميلاد أن هذا الجدار العازل له وجود مادي يجسّد هذا الخوف.
وتوقّع أفضل موسم تجاري لبيت لحم في عيد الميلاد منذ بدء الانتفاضة عام 2000. وقال إن هذا الموسم سيكون مثل عام 2000 الذي شهد رقماً قياسياً من الزوّار. لكنه أكّد أن التجارة ليست القضية.
ورأى أن «أفضل هدية يطمح الكل إليها، هي أكبر من المال والثروة، إنها السلام لأنها رغبة كل من يعيشون على هذه الأرض، سواء كانوا الفلسطينيّين أو الإسرائيليّين».
ويقول سكان المدينة إن الجدار الاسرائيلي ألقى بظلال ثقيلة على الحياة فيها، وإن كان في الظاهر لم يُبعد السيّاح والزوّار.
وأوضحت وزيرة السياحة في السلطة الفلسطينية، خلود دعيبس، أنه من المتوقع أن يفِد ما يراوح بين 40 ألفاً و50 ألفاً على بيت لحم من شتى أنحاء العالم، خلال الاحتفال بعيد الميلاد هذا العام.
من جهته، لفت رئيس الغرفة التجارية الصناعية في بيت لحم، سمير حزبون، إلى أنه حدث خلال الأربع سنوات الماضية تحسن ملحوظ في قطاع السياحة. وأكّد أن تحسّن هذا القطاع يعني تحسّناً في كل الأداء الاقتصادي، لكن هذا لم يعالج مشاكل بيت لحم الاقتصادية.
واستطرد متسائلاً «كيف سيروّج الفلسطينيون لبيت لحم كموقع سياحي مقدّس، وهي محاطة بجدار إسمنتي قبيح»، وخاصةً أنّ الزوّار أثناء مرورهم عبر بوابات فولاذية في طريقهم إلى بيت لحم سيلمحون هذا العام لافتة كبيرة معلّقة من برج مراقبة للجيش الإسرائيلي كتب عليها «لتصحبكم السلامة».
يشار إلى أنّ عدداً كبيراً من زوّار عيد الميلاد هم فلسطينيون مسيحيّون من إسرائيل والضفة الغربية، ومن بينهم قلّة من قطاع غزة، الذي تحاصره إسرائيل وتسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية «حماس».
وإيذاناً ببدء احتفالات عيد الميلاد، شارك رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، في إضاءة شجرة عيد الميلاد في مدينة بيت جالا بمحافظة بيت لحم، وذلك بعد يوم واحد من إضاءة شجرة ميلاد الحرية لعمداء الأسرى داخل السجون، أمام مقر الصليب الأحمر الدولي.
وقال فياض خلال احتفال أقيم بالمناسبة في قاعة بلدية بيت جالا، «نحتفل بإضاءة شجرة عيد الميلاد، وهي مناسبة سارّة تدخل الفرح والبهجة في القلوب، وعلينا في هذه المناسبة أن نشحذ الهمم لأمل في المستقبل يكون أفضل لنا».
وأضاف «نأمل من هذه المناسبة الدينية الوطنية أن تعطي المزيد من الأمل لنتمكن من أن نحتفل بمناسباتنا القادمة وقد تحررت الأرض الفلسطينية وانتهى الاحتلال، وأقيمت الدولة الفلسطينيّة المستقلة».
من جهته، زار وزير شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، عائلات الأسرى المسيحيين في سجون الاحتلال، وقدم إليهم التهاني بالعيد. وأكد أن عيد الشعب الفلسطيني الحقيقي يبدأ عندما يرحل الاحتلال عن أرضنا، وينسحب من حياتنا.
وأشار قرقع إلى أن «السيد المسيح عليه السلام هو نبي الحرية والسلام، وأنه سار طويلاً في درب الآلام، وتحمّل التعذيب والتنكيل في سبيل الحرية والسلام والمحبة على هذه الأرض»، وأضاف «لا نريد أن يُصلب المسيح الفلسطيني من جديد في هذا العصر على يد الاحتلال والكارهين للتعايش والسلام، ولا نريد أن تكون الدبابة الإسرائيلية مرة أخرى تحت شجرة الميلاد، التي هي رمز للحرية والتعايش الإنساني على الأرض المقدّسة».

(الأخبار، رويترز)