وفد «حمساوي» إلى دمشق اليوم لبحث الرد على المطالب الإسرائيليّةعلي حيدر، قيس صفدي
فيما لم تعلن الحكومة الإسرائيلية مضمون ردّها على مطالب حركة «حماس» لإتمام صفقة تبادل الأسرى، ذكرت تقارير صحافية أن الرد اتّسم بالطابع الإيجابي، لكنه اقترن باشتراط إبعاد قسم من المعتقلين المحررين إلى قطاع غزة أو الخارج. وذكرت صحيفة «هآرتس» أن إسرائيل تطالب بإبعاد ما بين 100 إلى 130 أسيراً أدينوا بالمشاركة في عمليات سقط فيها قتلى إسرائيليون.
ولفتت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن منتدى السباعية نجح في التغلّب على اختلاف الآراء بين أعضائه، وقلّصت الفجوة بين مواقفهم المتباعدة، بعد موافقتهم على معظم تحفّظات رئيس «الشاباك» يوفال ديسكين. الأمر الذي يعني وجود جولة إضافية من المحادثات بشأن صفقة تبادل الأسرى، التي قدّر مصدر سياسي إسرائيلي ألا تتم قبل منتصف كانون الثاني المقبل.
وذكرت «هآرتس» أن الخلافات داخل منتدى السباعية تتعلق بإطلاق سراح أسرى شاركوا في عمليات قتل فيها إسرائيليون، وبالاعتبارات الردعية المرتبطة بصورة إسرائيل في الشرق الأوسط، وانطلاقاً من التقدير القائل بأن صفقة التبادل يمكن أن تعكس ضعفاً إسرائيلياً، ما قد يشجّع على تنفيذ عمليات أسر إضافية. كذلك تمحور النقاش حول «الجانب الأمني»، من جهة أن إطلاق سراح الأسرى قد يؤثر على ميزان القوى في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويعزز من قوة حركة «حماس» وفصائل المقاومة.
في المقابل، نقلت «يديعوت» عن مقرّبين من وزير الدفاع إيهود باراك تفاؤلهم الحذر وقول أحدهم إن الاقتراح الذي نُقل إلى حماس «جيّد»، على أن يجري في المرحلة الأولى تحرير 450 أسيراً فلسطينياً من «النوع الثقيل»، وفي المرحلة الثانية تحرير نحو 550 اسيراً كبادرة حسن نية تجاه الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس السلطة محمود عباس، على أن تحدد أسماءهم إسرائيل.
ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن مصادر عربية مطّلعة على مفاوضات صفقة التبادل قولها إن الوسيط الألماني طلب من إسرائيل إعادة النظر في تحفّظاتها من أجل دفع الصفقة إلى الأمام. وبحسب المصادر، فإن إصرار تل أبيب على إبعاد عشرات الأسرى بصورة غير محددة ورفضها إطلاق سراح عدد من القيادات، بينهم عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» مروان البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، إضافة إلى رفضها الإفراج عن أسرى فلسطين المحتلة 1948، هي أمور يصعب جداً على حماس قبولها.
وفي السياق، قال باراك إن «من واجبه وواجب رئيس هيئة أركان الجيش (غابي أشكنازي) أن يعملا على إطلاق سراح شاليط، ولكن ليس بأي ثمن». وأضاف أنه «خلال السنوات العشرين الأخيرة، وُضعت إسرائيل في منحدر بدأ من صفقة أحمد جبريل واستمر حتى صفقة تننباوم وجثتي غولدفاسر وريغيف (مع حزب الله)». ورأى أن على إسرائيل العمل لوقف هذا الانحدار، ووضع مبادئ وقواعد لتغيير هذا الوضع من أساسه.
في المقلب الآخر، وفيما تسلّمت «حماس» في قطاع غزّة الرد الإسرائيلي من الوسيط الألماني، قال عضو مكتبها السياسي محمود الزهار إن الحركة بحاجة إلى بضعة أيام لدراسة الرد الإسرائيلي قبل الرد عليه.
ولفت الزهار إلى أن الوسيط الألماني آرنست أورلاو أطلع قيادة حركة «حماس» في غزة على الموقف الإسرائيلي من صفقة تبادل الأسرى، رافضاً بشدة الكشف عن مضمون هذا الموقف.
وقال إن الوسيط الألماني التقى بقيادة «حماس» في جلسة امتدت لنحو ثلاث ساعات ونصف ساعة، لإطلاعها على مضمون الرد الإسرائيلي في خصوص الصفقة.
وقال الزهار إن أورلاو غادر غزة متجهاً إلى ألمانيا لقضاء عطلة عيد الميلاد المجيد مع أفراد أسرته، وإنه بانتظار رد حركة «حماس» على الموقف الإسرائيلي قبل أن يقرر العودة إلى المنطقة من جديد.
وقال مسؤول من «حماس»، اشترط عدم الكشف عن هويته، إن الأمر قد يستغرق بضعة أيام لوضع ردّ سيسلّم بعد ذلك إلى الوسيط الألماني.
ومن المقرر أن يتوجه وفد من حركة «حماس» في غزة إلى دمشق اليوم للبحث في الموقف الإسرائيلي من الصفقة.
وقد تحدثت صحيفة «هآرتس» عن أن التغطية الإعلامية الواسعة والحملة الجماهيرية لعائلة شاليط أعطت انطباعاً بأن المفاوضات قريبة من الحسم، فيما الواقع كان هو أن هذا الأمر كان سابقاً لأوانه ومبالغ فيه. وذكرت الصحيفة أن استطلاعاً للرأي أجراه مركز ترومن التابع للجامعة العبرية في القدس المحتلة، أظهر أن 52 في المئة من الإسرائيليين يؤكدون ضرورة دفع «أي ثمن كان» لاستعادة المواطنين الذين سقطوا في أيدي العدو، فيما يعارض 35 في المئة إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المسؤولين عن قتل إسرائيليين، في إطار عملية تبادل.