خاص بالموقع - أفادت محاكاة أجريت في أكبر مركز للدراسات الاستراتيجية في إسرائيل بأن إسرائيل ستجد نفسها مهمّشة دبلوماسياً وغير قادرة على التحرك عسكرياً، في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة العام المقبل للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.وأظهرت المحاكاة التي أُجريت مطلع الشهر الماضي في معهد الأبحاث الاستراتيجية بجامعة تل أبيب، أن إسرائيل ستعجز عن ثني الرئيس الأميركي، باراك أوباما، عن عزمه على متابعة الحوار مع طهران، رغم إقدامها على شنّ غارة كوماندوس غير معلنة نفذتها على محطة آراك النووية التي تعمل بالماء الثقيل. وخلصت نتائج اللعبة إلى ترجيح مواصلة إيران تخصيب اليورانيوم رغم كل، شيء وربما بموافقة غربية على مضض.
وقال غيورا آيلند، وهو رئيس سابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي وقام بدور نتنياهو في المحاكاة، إن مسار اللعبة يشير إلى تحوّل سياسي تقوده الولايات المتحدة سيسمح لإيران في نهاية المطاف بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم والعمل على احتوائها إذا حصلت في النهاية على أسلحة نووية.
وأضاف «يتعيّن على إسرائيل أن تتماشى مع حليفتها الولايات المتحدة، ولا يمكنها أن تتصرف بمفردها. ومن شأن اتفاق أميركي إيراني أن يجرّد إسرائيل من القدرة على مهاجمة إيران».
وخلال اللعبة، قضى آيلند وفريقه كثيراً من الوقت معزولين عن المحادثات المتعددة الأطراف. والتقى «نتنياهو» عدة مرات في البهو بالرئيس باراك أوباما الذي قام بدوره تسفي رافياه، وهو دبلوماسي إسرائيلي سابق له علاقات واسعة مع الولايات المتحدة، غير أن محادثاتهما كانت متعجّلة وينقصها الوضوح.
ورأى آيلند أن تأثير إسرائيل «على الأميركيين عندما نتمكن من انتزاعهم من الإيرانيين والأوروبيين وغيرهم كان محدوداً»، مضيفاً «الورقة الوحيدة التي كان في إمكاننا أن نلعبها هي ورقة العمل العسكري، وهي ورقة باهتة».
وبالفعل، حاولت إسرائيل دفع الأمور إلى حافة الهاوية، فقامت بعملية تخريب افتراضية لمحطة آراك، إلا أن خطوتها فشلت في استدراج الأميركيين إلى تصعيد عسكري مع طهران، رغم قيام الأخيرة بإرسال قادة من الحرس الثوري إلى كل من سوريا وفنزويلا في استعراض للنفوذ الإيراني بالقرب من النطاق الأميركي والإسرائيلي. وأثار روع «نتنياهو» أن «أوباما» لم يرد على الخطوة الإيرانية بالقوة على الرغم من أنه قدّم ضمانات أمنية لإسرائيل. وقال رافياه، الذي أدى دور أوباما «أنا حريص على إسرائيل وينبغي أن أدافع عن إسرائيل، ولكن لا يمكن إسرائيل أن تتحرك منفردة».
وتوقع أهارون زئيفي فركش، وهو رئيس سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وقام بدور المرشد الأعلى للثورة في إيران آية الله علي خامنئي، أن تمضي طهران في طريقها النووي «ما لم تواجه تهديداً لبقاء النظام».
وقال فركش «هذا لا يحدث من الأميركيين أو ائتلافهم»، مضيفاً أن «أوباما» كان ينبغي أن يدعم المفاوضات بتعزيز القوة البحرية الأميركية في الخليج أو إقناع الهند بخفض علاقاتها التجارية مع إيران.
وأدارت الخبيرة السياسية في المعهد، إيميلي لانداو، المحاكاة التي شارك فيها عدد من المسؤولين الإسرائيليين الحاليين، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم.
وقالت لانداو، التي لا ترى فرصة لفرض عقوبات من خلال مجلس الأمن نظراً إلى موقف روسيا والصين، «الفكرة هي إيجاد موقف يحاول فيه الأميركيون تبنّي نهج جديد ثنائي بشأن إيران، سواء فيما يتعلق بالحدّ من مشروعها النووي أو إيجاد وسيلة لتلبية مطالبها الأخرى».
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إن نتائج المحاكاة ستدمج في التقديرات الاستراتيجية الداخلية، ومثل تلك الوثائق لا تُطلع الولايات المتحدة عليها عموماً. وأحيلت نتائج المحاكاة إلى الحكومة الإسرائيلية.