لم تشغل الضجة السياسية، التي أحدثتها مفاوضات صفقة تبادل الأسرى في إسرائيل، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عن هدفه الأساسي، ألا وهو شقّ حزب المعارضة الأساسي، «كديما»، وهو ما يبدو أنه نجح فيه
يحيى دبوق
يبدو أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ماضٍ في مساعيه لشقّ صفوف حزب «كديما»، برئاسة وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، بعدما تمكن أخيراً من إقناع عدد من أعضاء الحزب بالانسحاب، وتأليف كتلة نيابية جديدة أو الانضمام إلى حزب «الليكود».
وأرفق نتنياهو «إنجازه» بدعوة ليفني إلى المشاركة في الائتلاف الحكومي وتأليف حكومة اتحاد وطني «لمواجهة المخاطر التي تعترض إسرائيل»، بحسب ما ذكر بيان صادر عن مكتبه.
وكانت تقارير إعلامية إسرائيلية قد أشارت، أمس، إلى أن ستة من أعضاء «كديما» قد اتفقوا بالفعل على الانسحاب من حزبهم. وأكد عضو الكنيست عن «كديما»، إيلي افلالو، أنه قرر الانسحاب والعمل على تأسيس كتلة جديدة تضمه هو فقط. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عنه قوله: «لم أعد أثق بليفني، فهي ببساطة ليست قائدة، وقد جنحت بالحزب أكثر من اللزوم نحو اليسار، بل خانتني شخصياً». وأشار إلى أن «أعضاءً آخرين في الحزب يُجرون اتصالات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للانسحاب من كديما، ويسعون إلى الانضمام لحزب الليكود».
وقالت «يديعوت أحرونوت»، أمس، إن نتنياهو استطاع إقناع سبعة من أعضاء الكنيست عن حزب «كديما» بالانسحاب من حزبهم وإقامة حزب جديد ينضم إلى الائتلاف الحكومي الحالي، مشيرة إلى أن نتنياهو عرض على المنسحبين مناصب رفيعة، بينها مناصب وزارية ونواب وزراء ورؤساء لجان برلمانية.
ويبدو أن الشخصية الثانية والقوية في حزب «كديما»، شاؤول موفاز، ينوي استغلال تضعضع وضع رئيسة الحزب تسيبي ليفني، والدعوة إلى انتخابات داخلية توصله إلى رئاسة الحزب، إذ نقلت صحيفة «هآرتس» عنه قوله إن «14 نائباً من كديما أجروا أخيراً اتصالات للانتقال إلى صفوف الليكود».
وقال موفاز إن «أخطاء ليفني هي التي أدت إلى التشكّك في قيادتها، بعدما أخفقت في تأليف الحكومة ورفضت الانضمام إلى حكومة نتنياهو بناءً على أسباب شخصية»، مطالباً بانتخابات داخلية في «كديما» «تحدد مَن يتولى رئاسة الحزب في بداية عام 2010».
من جهتها، نقلت صحيفة «هآرتس»، أمس، عن «وزير سابق في كديما» قوله إن «ليفني هي المذنبة الوحيدة في ما آل إليه الحزب، لأنها لم تتعامل جيداً مع أعضاء الكنيست من حزبها، ولم تهتم بهم، بل لم تعمل على إدارة الحزب بصورة ديموقراطية».
ونقلت الصحيفة عن ليفني أنها قالت في جلسة مغلقة: «إنني أعي سيئاتي وأعمل على تصحيحها»، مضيفة أنها تعتزم بالفعل العمل على تنظيم الحزب من جديد، وإشراك أعضاء الكنيست في قراراتها، في إقرار منها بوجود أخطاء في أدائها السياسي.
وفي ما يتعلق بالخطوات العملية للانشقاق، أشارت «يديعوت أحرونوت»، أمس، إلى أن تقسيم كتلة «كديما» في الكنيست وصل إلى نقطة اللاعودة، إذ قالت مصادر في ديوان رئيس الحكومة إنه ينبغي الاستعداد لإمكان أن يجري النقاش والتصويت في موضوع تقسيم كتلة «كديما» في الكنيست، في بداية الأسبوع المقبل.
يشار إلى أن انشقاق حزب «كديما» يصبّ في مصلحة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب «العمل»، وزير الدفاع، إيهود باراك، إذ يمكنهما من ناحية نظرية أن يواجها الأحزاب الدينية واليمينية المتطرفة داخل الائتلاف الحكومي، بعدما تتعزز القاعدة البرلمانية للحكومة بشخصيات علمانية في الكنيست تتيح اتخاذ قرارات أكثر جرأة.