خاص بالموقع- تجلس العجوز الفلسطينية زينب حامد (79 عاماً) أمام التلفزيون تشاهد الأخبار، رغم أنها فقدت حاسة السمع، وتبكي عندما تظهر صورة ابنها ابراهيم حامد على الشاشة لدى الحديث عن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة «حماس». وتعتبر إسرائيل ابراهيم حامد من أخطر المعتقلين الفلسطينيين لديها، وتتهمه بالمسؤولية عن مقتل عشرات الإسرائيليين. في المقابل، تطالب حركة «حماس» بإطلاق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى التي يتفاوض عليها الطرفان، لكن إسرائيل ترفض ذلك.
وتقول زينب «أنا لا أسمع، لكنني رأيت صورته على التلفزيون أكثر من مرة، وعرفت بعدها أن من الممكن أن يعود إلى البيت».

وتضيف العجوز وقد اغرورقت عيناها بالدموع «المهم أن يخرج إلى زوجته وأولاده الذين يعيشون بعيداً عنا وعنه».

ويقول شقيقه الأكبر، نعيم حامد (57 عاماً)، «علمنا أن ابراهيم من ضمن أربعة أسرى ترفض إسرائيل إطلاق سراحهم، والآن أصبحوا 125 أسيراً، لذلك فنحن وإن كنا نتأمل أن تشمل الصفقة أخي ابراهيم، إلا أننا نتخوف من أنه لن يخرج».

ويضيف أحد أفراد العائلة «نحن نعلم علم اليقين أنه إذا لم يخرج ابراهيم في هذه الصفقة فلن يخرج أبداً».

وتؤكد العائلة أن أحداً لم يتصل بها بشأن صفقة التبادل. ويتساءل نعيم «اذا كان الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط سيعود إلى والدته، فلماذا لا يعود ابراهيم إلى أسرته هنا في سلواد؟».

وحتى لحظة اعتقاله في عام 2006 كان ابراهيم حامد يعتبر قائد كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) في الضفة الغربية، وقد لاحقه الجيش الاسرائيلي خمس سنوات، حيث تمكن من الفرار أكثر من مرة ونجح مراراً في التخفي.

ومنذ اعتقاله في عام 2006، وضع ابراهيم في العزل الانفرادي في سجن ايالون، حيث لا تزال عائلته ممنوعة من زيارته حتى الساعة، كما أنه لم يخضع للمحاكمة لغاية الآن.

وتقول العائلة إن محامي الدفاع أبلغها أن لائحة الاتهام المقدمة ضد ابنها تقع في 11 ألف صفحة، إضافة إلى ملف سري.

واعتقل حامد في أحد المنازل القريبة من منزل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة البيرة، بعدما حاصرت قوة كبيرة من الجيش الاسرائيلي المنزل الذي حاول ابراهيم التحصن فيه. وتم اعتقاله بعد اطلاق عدة قذائف صاروخية باتجاه المنزل.

وتقول العائلة إنه عقب اعتقاله، أبعد الجيش الإسرائيلي زوجته إلى الأردن، ثم أرسل ابنيه الى والدتهما في الأردن عن طريق أحد سكان بلدة سلواد، بعدما صدر قرار بحظر سفر أي من أفراد العائلة خارج الأراضي الفلسطينية.

وابراهيم من مواليد بلدة سلواد شمال مدينة رام الله، وهي أيضاً مسقط رأس خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس».

وبحسب العائلة فقد اعتقل ابراهيم لدى جهاز الأمن الوقائي في الفترة ما بين 1998 حتى أواخر عام 2000، وبعد ذلك أصبح مطلوباً للجيش الإسرائيلي.

وقال شقيقه نعيم «منذ عام 2001 ولغاية اعتقاله لم نكن نعلم عن ابراهيم شيئاً، حتى إننا اعتقدنا أننا لن نراه ثانية أبداً».

ويترقب سكان بلدة سلواد نتائج المفاوضات بشأن صفقة التبادل لمعرفة ما إذا كان ابراهيم سيكون في عداد المفرج عنهم، أو ابنها الآخر ثائر حماد (31 عاماً) الذي اعتقلته اسرائيل في عام 2004 بتهمة قتل 11 جندياً إسرائيلياً في واد قريب من البلدة.

وصدر بحق ثائر، المحسوب على حركة «فتح»، أحد عشر حكماً بالسجن المؤبد، حيث اعترف بالتهمة الموجهة إليه بقنص 11 جندياً في عام 2002 في الوادي القريب من بلدته.

ورفض والد ثائر الحديث، مكتفياً بالقول «كل شيء على الله».

وفي بلدة بيت ريما غرب رام الله، تترقب فائدة البرغوثي أنباء صفقة التبادل، علها تشمل زوجها عبد الله البرغوثي الذي أصدرت إسرائيل بحقه 67 حكماً بالسجن المؤبد.

وصدر هذا الحكم القاسي بحق عبد الله بعدما أدين بالمسؤولية عن العديد من التفجيرات التي نفذتها «حماس» في مناطق مختلفة في إسرائيل، وأدّت إلى مقتل عشرات الإسرائيليين.

وعبد الله من مواليد الكويت، درس الأدب الكوري في كوريا لمدة عامين، قبل أن يتوجه إلى الأردن، ومن ثم دخل الأراضي الفلسطينية للعمل في مجال الهندسة الإلكترونية والاتصالات.

وتقول زوجته فائدة «طبعاً أترقب صفقة التبادل على أحر من الجمر، وبالنسبة لزوجي أعتقد أنه يختلف عن عدد كبير من الأسرى، وخاصة أنه يعيش في العزل الانفرادي منذ ثماني سنوات».

واشتهر عبد الله بقدرته على التخفي باستخدام أوراق ثبوتية مزورة، إلى أن اعتقل في عام 2003 بينما كان يقود سيارته أثناء عودته من المستشفى حيث كانت ابنته الصغيرة تعالج.

وتأمل فائدة إطلاق سراح زوجها، سواء داخل الأراضي الفلسطينية أو خارجها. وتقول «المهم أن يخرج من العزل والسجن».

(أ ف ب)