لم يخلُ إحياء ذكرى العدوان على قطاع غزة من مناكفة داخلية، بعدما حمّل محمود عباس «حماس» مسؤولية الخسائر، فيما أبدى إسماعيل هنية استعداده لاستضافة حوار بين «فتح» و«حماس»
غزة، رام الله ــ الأخبار
استغل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذكرى السنوية الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لتجديد انتقاده لحركة «حماس»، وتحميلها المسؤولية عن الحرب وخسائرها.
ورأى عباس، في بيان أصدرته الرئاسة الفلسطينية، أنه «ما كان للعدوان أن يحصل، وعلى هذا النطاق، وأن يوقع كل هذه الخسائر في الأرواح والممتلكات لو لم يقع الانقسام نتيجة الانقلاب الذي نفّذته حركة حماس، وسلخ قطاع غزة عن الوطن الفلسطيني، وسحبه من تحت مظلة الشرعية الوطنية والقانونية».
هنيّة يناشد مصر وقف بناء الجدار الفولاذي وفتح معبر رفح
وأكد البيان «مواصلة الجهود لرفع الحصار والمعاناة عن أبناء شعبنا في قطاع غزة، والسعي الحثيث إلى إعادة إعماره»، لافتاً إلى أن تحقيق ذلك «يتطلب الإسراع في إنهاء حال الانقسام، وتحقيق الوفاق والمصالحة الوطنية». ودعا «حركة حماس إلى مغادرة مربّع حساباتها الفئوية الضيقة، والتعالي عنها، وتوقيع الوثيقة المصرية للمصالحة اليوم قبل غد».
وفي ردّ غير مباشر، قال رئيس الحكومة المقالة في قطاع غزة، إسماعيل هنية، «إننا في الحكومة، وفي حركة حماس، نؤمن بالحوار والمصالحة مع الإخوة في فتح، الذين اختلفنا معهم، وندرك أن لا بديل عن المصالحة والاتفاق». ودعا «الإخوة في فتح إلى استئناف لقاءات الحوار والمصالحة، والبحث من خلال لقاءات مباشرة مع حماس في النقاط المختلف فيها، وإيجاد صيغ تشجّع على التوقيع، وإنهاء الانقسام، واستعادة اللحمة»، مبدياً استعداده «لاستضافة المتحاورين، وتقديم كل مساعدة لإنجاح جهودهم». وأوضح هنية «دوري هنا هو دور مكمّل لما قامت به مصر الشقيقة، لا دور بديل عنها، وهو مسعى مسؤول لتمهيد الطريق أمام توقيع الورقة المصرية للمصالحة».
ولم يستبعد هنية أن يشنّ الاحتلال حرباً جديدة على غزة، لكنه رجّح أن «يكون هدف التهديدات (الإسرائيلية) الحرب النفسية والتشويش على فعاليات شعبنا وهو يحيي ذكرى الصمود والانتصار». ولفت إلى أنه «لو فعلها المحتلون فستكون حماقة وهزيمة جديدة لهم بإذن الله، لذا فعلى قادة الاحتلال عدم الوقوع في فخ المغامرات، ووهم القوة».
وحمل هنية بشدة على المجتمع الدولي والدول المانحة، التي لم تفِ بتعهدات إعادة إعمار ما دمرته الحرب. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى انسحاب المنظمة الدولية من اللجنة الرباعية، «التي أسسها (الرئيس الأميركي السابق) جورج بوش الابن لمحاصرة شعبنا».
وفي العلاقة مع القاهرة، أكد هنية أنّ علاقة «استراتيجية» تربط الحكومة في غزة وحركة «حماس» بمصر. وناشد الرئيس المصري حسني مبارك «اتخاذ القرار العاجل بفتح معبر رفح البري، ووقف بناء الجدار الفولاذي الذي يهدد بخنق غزة وشعبها».