قرر القائمون على قافلة «شريان الحياة 3»، أمس، العودة إلى سوريا استعداداً لدخول مصر من ميناء العريش، في وقت نظم فيه عدد من الناشطين في القاهرة وعمان سلسلة من الاعتصامات والإضرابات عن الطعام احتجاجاً على العرقلة المصرية
القاهرة ــ الأخبار
أكد رئيس لجنة الحريات في النقابات المهنية الأردنية، ميسرة ملص، أن قافلة «شريان الحياة 3»، التي تنقل مساعدات إنسانية وطبية لقطاع غزة، عادت أمس من مدينة العقبة إلى اللاذقية في سوريا، تمهيداً لدخول مصر عبر ميناء العريش، وفقاً لرغبة الحكومة المصرية.
وأعرب ملص عن أمله أن «لا تعرقل مصر سير القافلة أكثر من ذلك، وأن تدخلها إلى القطاع بعيداً عن تدخلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي»، معرباً في الوقت نفسه عن أسفه لموقف الحكومة المصرية الذي «تشابه مع موقف العدو الصهيوني، سواء في موضوع الجدار الفولاذي أو القافلة».
واحتجاجاً على الموقف الرسمي المصري، بدأ المشاركون في القافلة ممّن علقوا في مصر، أمس تنظيم مسيرات احتجاجية يومياً أمام مقر بعثة الأمم المتحدة في القاهرة، حتى تعدل السلطات المصرية عن قرارها بحظر سفرهم إلى غزة.
وأكدت منظمة المسيرة عن الجانب الأميركي، آن رايت، عزم مجموعة النشطاء الدوليين على اختراق حظر السلطات المصرية المفروض على تحركاتهم، واستمرار محاولتهم بكل السبل للوصول إلى القطاع المحاصر.
بدورهم، اعتصم الفرنسيون، أول من أمس، أمام سفارتهم في القاهرة احتجاجاً على منع وصول الحافلات التي كان من المقرر أن تقلهم إلى غزة، ما دفع المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، إلى اتهامهم أمس بعدم احترام تعهدهم، لأنهم «دخلوا مصر بتأشيرات سياحية، وفي ذهنهم القيام بنشاط سياسي».
وأفاد المشاركون أيضاً باعتقال السلطات المصرية أول من أمس لوقت قصير نحو 30 ناشطاًَ كانوا يستعدون لمغادرة العريش إلى قطاع غزة، واعتقلت ثمانية نشطاء آخرين في إحدى محطات الحافلات.
في المقابل، نجحت مجموعة تضم قرابة 150 ناشطاً فرنسياً وبلجيكياً ويونانياً وأميركياً في مغادرة القاهرة بعد ظهر أمس على متن ثلاث حافلات في طريقها إلى رفح، مخاطرةً باحتمال أن توقفها قوات الأمن المصرية عند نقاط التفتيش على الطريق.
كذلك، فضّت قوات الأمن المصرية مسيرة سلمية لإحياء ذكرى الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة نظمها النشطاء فوق جسر قصر النيل في القاهرة.
في موازاة ذلك، بدأت الناشطة الأميركية، هيدي ابستين، وهي من الناجين من الهولوكوست، إلى جانب عدد من الناشطات المسنات، إضراباً عن الطعام احتجاجاً على منع دخولهن إلى القطاع.
وقالت ابستين، وهي في الخامسة والثمانين من عمرها: «لم أقم بإضراب عن الطعام من قبل، ولا أعرف ماذا سيكون رد فعل جسمي، لكنني سأواصل الإضراب». وقال سيناتور فيليبيني مشارك في المسيرة: «سننتظر مهما طال الانتظار».
وفي عمّان، أعلن عدد من النشطاء إضراباً عن الطعام، بعد رفض الرئيس المصري حسني مبارك وقرينته سوزان الاستجابة لمناشدة أصحاب المبادرة بالسماح لهم بعبور الأراضي المصرية إلى قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع فشل الوساطة التركية في تليين موقف القاهرة، التي اشترطت التنسيق مع الإسرائيليين لدخول النشطاء من ميناء نويبع البحري.
وشارك نحو مئة شخص، يتقدمهم رؤساء النقابات المهنية الأردنية، في اعتصام للتنديد بموقف السلطات المصرية. ورأى نقيب المهندسين، عبد الله عبيدات، أن موقف القاهرة «ينافي جميع الشرائع السماوية»، فيما أكد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين، همام سعيد، أن «الأمة العربية والإسلامية مطالبة بالضغط على النظام المصري للسماح بمرور القافلة».