خاص بالموقع - رأى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن إيران باتت تملك ما يكفي من الخبرة والمواد الانشطارية والقدرة على تخصيب اليورانيوم بنسبة عالية، ما يجعل الطريق أمامها ممهّدة للوصول إلى السلاح النووي. وقدّر باراك، خلال جلسة لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أمس، أن إيران ستصبح في مطلع عام 2010، «دولة حافة» نووية، الأمر الذي يعني أنها ستكون قادرة على تطوير سلاح نووي خلال عام واحد.وتناول باراك بطريقة مفصّلة إمكان شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية، مشيراً إلى «أن الموقع النووي الجديد، الذي أعلنته إيران أخيراً قرب مدينة قم، يقع داخل مخبأ في باطن الأرض، وهو محصّن وقادر على مواجهة عملية قصف عادية».
ولفت باراك إلى أن «ما كُشف حتى الآن من جانب الإيرانيين، كان بناءً على قرار اتخذوه هم، وأن موقع قم بُني خلال سنوات»، مؤكداً أن «مشروع تخصيب اليورانيوم في إيران يتواصل». وانتقد باراك أداء المجتمع الدولي، وعدم تأييده بطريقة كافية لمتظاهري المعارضة الإيرانية، وقال «من غير المريح أن لا نرى رد العالم الحر على ما يجري هناك»، لافتاً إلى أن المتظاهرين يبحثون هناك عن «حياة طبيعية ومنفتحة، وأنا أعتقد أن العالم الحر لا يعمل ما يكفي».
ووصف باراك العام المقبل بأنه «عام التهديدات والفرص»، مشيراً إلى أننا في السنوات الأخيرة كنا معتادين أنّ العالم يهتمّ بنا، أما اليوم، فالاهتمام العالمي بدأ بالانزياح عنّا، مفسراً ذلك بأن الأسرة الدولية مشغولة بالأزمة الاقتصادية وبالإرهاب العالمي، فما «يهم العالم هو انتشار الأسلحة النووية، والإرهاب الإسلامي الراديكالي، إضافةً إلى الدول والمناطق المتمردة، أما نحن فموجودون بطريقة طبيعيّة في بؤرة هذه الأمور، إلا أنّنا لسنا وحيدين».
وعن المسار الفلسطيني وفرص التسوية مع الفلسطينيين، رأى باراك أن «البديل عن المفاوضات هو الطريق المسدود، الذي سيقود إلى اندلاع العنف وتنامي قوة (حركة) حماس»، مضيفاً إن «إسرائيل موجودة حالياً في موقع قوة يسمح لها بالدخول إلى اتفاق يؤدي إلى واقع دولتين يعيشان جنباً إلى جنب».
وحذّر باراك من أن استمرار السيطرة الإسرائيلية على ملايين الفلسطينيّين، بين النهر والبحر، سيسبّب بالضرورة واقع دولة غير يهودية أو دولة غير ديموقراطية، و«ستكون دولة نظام عنصري، الأمر الذي يتعارض مع الرؤية الصهيونية، وهذا هو أساس اهتمام الحكومة» في إسرائيل.
ورأى باراك أن «إحدى الطرق لإضعاف حركة حماس وتعزيز مكانة السلطة (الفلسطينية) هو أن تمر المسيرة السياسية بطريق الإعلان عن دولة فلسطينية، وهذه ميزة كبيرة للسلطة، لأنها ستكون مصدر السلطة الوحيد للشعب الفلسطيني».
وتوقّف باراك عند كلام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قبل حوالى أسبوعين، الذي أكد فيه أن الوصول إلى اتفاق مع إسرائيل بشأن كل القضايا الجوهرية العالقة، سيعني انتهاء النزاع والمطالب المتبادلة، لافتا إلى أن «أحداً في الجانب الفلسطيني لم يسبق أن تحدث بمثل هذا الكلام».