خلال عرض للسياسة الخارجية في 2009 أمام البرلمان السوري، اتهم وزير الخارجية وليد المعلم قوى، لم يسمّها، بعرقلة جهود وساطة قامت بها دمشق بين صنعاء وطهران والحوثيين من أجل حل النزاع المسلّح الذي تورّطت فيه السعوديةكشف وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن جهود سورية لحل النزاع بين السلطات اليمنية والمتمردين الحوثيين، والتوسط بين طهران وصنعاء للتواصل بشأن هذا الملف، مشيراً إلى قوى لم يسمّها حالت دون بلوغ الغاية المنشودة.
ونقل موقع «محطة أخبار سوريا»، أمس، عن المعلم قوله إنه «مع الأسف، بذلنا جهداً دبلوماسياً بين اليمن وإيران من أجل موضوع الحوثيين، ولكن يبدو أن الموضوع تداخلت فيه قوى أخرى لمنع الحل الدبلوماسي، ولا يزال القتال من أجل هذا الموضوع دائراً. ونحن نعتقد أن الحل الدبلوماسي والحوار هما اللذان يصونان اليمن من هذا الاستنزاف».
وأشار الوزير السوري، خلال جلسة للبرلمان السوري أول من أمس، إلى أن دمشق استجابت لطلب واشنطن بشأن إقامة حوار من دون شروط. وقال «عقدت جلستا حوار، وزار سوريا عدد من المسؤولين الأميركيين، ووجّهت الدعوة إلى نائب وزير الخارجية (فيصل المقداد) لزيارة واشنطن، ولكن حتى الآن لا نتائج على الأرض».
وأكد المعلم أن عام 2009 كان عاماً لنجاحات السياسة السورية على مختلف الساحات بكل معنى الكلمة، سواء علاقات سوريا العربية أو الإقليمية أو الدولية، واصفاً العلاقات مع الدول العربية بالطيبة.
وأشار المعلم إلى «ما تحقق على صعيد الساحة اللبنانية وتأليف حكومة الوحدة الوطنية وأهمية محادثات الرئيس بشار الأسد مع القيادات اللبنانية التي زارت دمشق، ومنها زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري، حيث أسّست هذه الزيارات قاعدة مميزة لعلاقات متينة تحترم مصالح الشعبين الشقيقين».
وعن العلاقات مع العراق، لفت وزير الخارجية السوري إلى أنه «في 18 آب الماضي جاء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على رأس وفد وزاري إلى سوريا وجرى التوقيع على اتفاق للتعاون الاستراتيجي مع العراق قبل شهر من توقيعه مع تركيا. ومع الأسف، لأسباب داخلية وإقليمية ودولية، لم يدم هذا الاتفاق سوى يوم واحد».
وفي العلاقات السورية ـــــ السعودية، قال المعلم إنها «تسير في الاتجاه الصحيح»، موضحاً أنه اتُّفق خلال زيارة الملك السعودي عبد الله إلى دمشق على «إعادة العمل باللجنة الاقتصادية المشتركة، وعلى إقامة مؤتمر للاستثمار سوري سعودي في دمشق في الربيع المقبل، وعلى قرض مسهّل بقيمة مليار دولار من أجل مشاريع المياه والطاقة».
كذلك عرض الوزير السوري العلاقة التي وصفها بالمميزة والاستراتيجية مع تركيا. وقال إنها «بدأت بالتطور منذ الزيارة الأولى للرئيس (بشار) الأسد إلى أنقرة عام 2004، حيث خططنا لإقامة علاقة مميزة مع تركيا الجار الاستراتيجي في مختلف المجالات لكي تمثّل هذه العلاقة الاستراتيجية نواة لتضم في المستقبل القريب لبنان والأردن والعراق، وهكذا نبدأ بصنع الشرق الأوسط الجديد بأيدي أبناء المنطقة». وتحدث المعلم عن أهمية الاتفاقات التي وقّعت خلال الاجتماع الأول للمجلس الاستراتيجي العالي المستوى بين سوريا وتركيا الذي انعقد الأسبوع الماضي في دمشق، التي بلغت 51 اتفاقاً.
كذلك تطرق المعلم إلى الشراكة مع الأوروبيين، وقال إنه في 2004 جرى التوصل إلى اتفاقية للشراكة مع الاتحاد الأوروبي، لكنّ «الأوروبيين جمّدوا هذا الاتفاق وعادوا إلى الحديث عنه مجدداً في بداية 2009، وأبلغونا في تشرين الأول الماضي بموافقة 27 دولة في الاتحاد الأوروبي على توقيع اتفاق الشراكة، وكان ردّنا أننا نحتاج إلى دراسة هذا الاتفاق مجدداً».
(يو بي آي، سانا)