طرابلس ــ عبد الكافي الصمدبدأت تتصاعد في طرابلس أصوات معترضة بشدّة على تصميم مشروع أوتوستراد طرابلس الدائري غربي المدينة المعروف باسم «الجسر»، الذي بدأ تنفيذه منذ أسابيع، وذلك في ضوء إجماع على «وجود أخطاء وثُغر كبيرة»، وأبرزها تتمثّل في إغلاق شارعين يُعدّان الأهم في طرابلس، هما شارعا عزمي والمئتين. إذ سيؤدي الأمر إلى قطع التواصل نهائياً بين طرابلس والميناء، ما سيؤثّر سلباً في المدينة كلها، إذ سيُحصر التواصل بينهما عبر شارع رياض الصلح المعروف بـ «طريق الميناء»، الذي بالكاد يستوعب، مع شارعي عزمي والمئتين، التدفّقات المرورية.

اسم غير دقيق

وكشفت معلومات استقتها «الأخبار» من متابعين للمشروع، أن «جداراً إسمنتياً ضخماً ومرتفعاً سيمتدّ ابتداءً من مستديرة فندق كواليتي ـــــ إن، مروراً بشارعي عزمي والمئتين، وشمالاً حتى منطقة البداوي، وستمتد الطريق المزدوجة فوق هذا الجدار بلا أي تحويلات منه أو فتحات تحته، من أجل ربط المناطق والأحياء وتواصلها، التي سيمر الجدار خلالها ويشقّها نصفين».
ويقول المتابعون، إن إطلاق اسم «الجسر» على المشروع، الذي يشرف على تلزيمه وتنفيذه مجلس الإنماء والإعمار «ليس دقيقاً، فهو أشبه بسور كبير يمكن تشبيهه بجدار الفصل العنصري، لأنه سيعزل المدينة عن محيطها، وتحديداً مدينة الميناء»، معتبرين أن التذرّع بعدم كفاية الموازنة لإجراء تعديلات وتحسين شروطه «غير مبررة»، لأن «الأفضل وقف المشروع على إنجازه على هذا النحو، فحلّ مشكلة السير لا يكون بالقضاء على مستقبل المدينة الاجتماعي، وعلى آلاف المحال التجارية».
ويكشف البيان الأخير لبلدية طرابلس عن أسفها «للثُّغر الكبيرة والأخطاء في التصاميم»، وبخصوص الدعوات التي أُطلقت لإجراء تعديلات على «الجسر» أو وقفه قبل أن يصبح واقعاً، فإن البلدية تحاول تغطية «تقصير فاضح» بحسب ما يؤكد رئيس لجنة التخطيط والمشاريع الإنمائية في البلدية، جلال عبس، إذ بإمكانها «إيقاف المشروع إذا لم تجر أي تعديلات مقترحة، لكن مجلسنا البلدي ضعيف، والقرار فيه أُحادي، والمتعهد سيستغل أي تأخير في التنفيذ للحصول على تعويضات»، محذّراً من أن «تصميم المشروع يكرّس الفصل الحاد بين طرابلس والميناء، فهو لم يلحظ ممرات تسهّل حركة العبور والتواصل».
ويرى رئيس لجنة الشوارع والساحات في البلدية، إبراهيم حمزة، أن المشروع جاء مجتزأً بعد انتظار طويل لحزام دائري يحلّ مشكلة السير داخل المدينة وخارجها، إذ إنه «يلحظ الناحية الغربية للمدينة فقط».
(الأخبار)